
شفا – أفادت هيئة البث العبرية، اليوم السبت، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أتلف عشرات الآلاف من مواد الإغاثة الإنسانية، تشمل كميات كبيرة من الغذاء والدواء، كانت مخصصة لسكان قطاع غزة، في وقت تشهد فيه المناطق المنكوبة داخل القطاع أزمة مجاعة غير مسبوقة.
ووفقًا للهيئة، فإن المساعدات التي جرى إتلافها تعادل حمولة ألف شاحنة، بينها طرود غذائية وطبية، كانت مكدسة تحت أشعة الشمس دون توزيع أو إدخال، مشيرة إلى أن مصادر عسكرية إسرائيلية أرجعت السبب إلى “خلل في آلية التوزيع داخل غزة”، على حد زعمها.
وحذرت تلك المصادر من أن آلاف الطرود ما زالت مكدسة، وقالت: “إذا لم تُنقل إلى غزة، فسوف نضطر إلى إتلافها”، ما أثار موجة غضب واسعة في الأوساط الإنسانية والدولية، في ظل كارثة إنسانية متفاقمة يعيشها سكان القطاع الذين يتجاوز عددهم 2.3 مليون نسمة.
ويأتي هذا التطور بينما تتواصل النداءات الدولية والمظاهرات الشعبية في مختلف أنحاء العالم للمطالبة بإنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ قرابة عامين، وضمان تدفق آمن ودائم للمساعدات الإنسانية.
وخلال الأيام الماضية، شهدت عواصم أوروبية وعربية مظاهرات حاشدة ضد سياسة التجويع الممنهجة التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق سكان القطاع، وسط دعوات متكررة لوقف فوري لإطلاق النار والسماح الفوري بمرور المساعدات دون قيود.
في السياق ذاته، قال المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء، مايكل فخري، إن ما تقوم به “إسرائيل” من عرقلة ممنهجة لدخول المساعدات إلى غزة “يُشاهد على مرأى من العالم كله”، داعيًا إلى فرض عقوبات دولية صارمة على “إسرائيل”.
وأضاف فخري في تصريحات رسمية أن بيانات الإدانة لم تعد كافية، مشددًا على ضرورة استمرار الزخم العربي والدولي للضغط من أجل إدخال المساعدات دون تأخير، وإنهاء ما وصفه بـ”الانهيار الأخلاقي العالمي أمام مشهد تجويع جماعي مكشوف”.
ويأتي إتلاف هذه الكميات الضخمة من المساعدات رغم تصاعد التحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة في غزة، حيث تشير تقارير أممية إلى أن نحو نصف السكان يواجهون الجوع الحاد، مع تراجع مستويات التغذية وندرة المياه الصالحة للشرب، وانهيار الخدمات الصحية واللوجستية.