
فوق الجرح نبتلى ، دِماءٌ في الجِبالِ ، بقلم : امال الحاجي
يا جَبَلَ الشَّعَّانِبِيِّ، لَكَ الأَسَى
فَجِراحُكَ الْغَرقى تُنادي فَداكْ
فِي كُلِّ صَخرَةِكَ الحَزينَةِ أُغنِيَةٌ
مِن دَمْعِ مَنْ سَقَطُوا على مِسْراكْ
أَبْنَاؤُنا يَلْهُونَ؟ تِلْكَ مُزَاحَةٌ
والسَّيْفُ يَقْطُرُ وَالعُيونُ تَرَاكْ
أُمِّي، صَرِيخُ المَذْبَحينَ يُدَوِّيَا
وَالرَّأْسُ بَيْنَ أَيَادِيهِمْ، كَشَكاكْ
ثَلَّاجَةُ المَوْتِ الحَزِينَةُ تَحْتَفِي
بِجِثَامِنَا، وَالدَّمْعُ مِنْ مَجْرَاكْ
والضَّحْكُ فِي وَجْهِ الدُّمُوعِ جَرِيحَةٌ
وَالعُرْفُ يُنْحَرُ فِي دُمُوعِ أباكْ
سَيَجِيءُ يَوْمٌ لِلْحِسَابِ، وَيَنْجَلِي
وَيَعودُ حَقُّ الضَّائِعينَ لِتاكْ
تُونِسْ سَتَبْقَيْ، فِي الشَّدَائِدِ رَافِعَةً
رَغْمَ الجِرَاحِ، فَمَجْدُكِ أَهْدَاكْ
دَمُ الشُّهَدَاءِ زَيْتُ نُورٍ صَادِقٍ
فِي القَنَادِيلِ الَّتي أَضْحَاكْ
سَنَكْتُبُ التَّأْرِيخَ مِنْ أَوْجَاعِنَا
وَنُقِيمُ مَجْدَكَ فِي حُدُودِ خُطَاكْ
وَاللَّيْلُ إِنْ طَالَتْ سُجُونُ ظَلامِهِ
فَالْفَجْرُ يَأْتِي، فِي سَنًا مَسْرَاكْ
وَالْحَقُّ لا يُخْفِيهِ سِتْرٌ كَاذِبٌ
فَالْشَّمْسُ تَسْطَعُ فِي دَمٍ وَهُدَاكْ
سَنَزْرَعُ الآمالَ فِي وَجْهِ الأَسَى
وَنُسْقِيَ الأَرْضَ بِدَمْعِ أَيْتَامَاكْ