
شفا – أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الأحد، أنه سيبدأ هذا الأسبوع بإرسال استدعاءات لاستكمال إجراءات التجنيد للحريديم (اليهود المتشددين).
ووفق الجيش، سيتم إرسال الاستدعاءات على عدة دفعات خلال شهر يوليو/تموز الجاري، حتى استكمال إرسال 54,000 أمر تجنيد، حيث أن مواعيد المثول في مكاتب التجنيد، ستمتد على مدار دورة التجنيد لعام 2025.
وأضاف أن تطبيق القانون سيشمل جميع الفئات: “علمانيون كانوا أم حريديم، فالقانون واحد”.
وتجدد قضية تجنيد الحريديم أو إعفائهم من الخدمة، الخلافات داخل ائتلاف نتنياهو الحكومي، وهددت مرات عدة بإسقاطه، في ظل رفض أحزاب الحريديم لتجنيدهم في الجيش، بدعوى أنهم متفرغون للتوراة، وأن الجيش سيفسدهم.
ومساء اليوم، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو قرر تأجيل سفره إلى واشنطن عدة ساعات، على خلفية أزمة تجنيد الحريديم.
ووفق مصادر إسرائيلية، أوعز نتنياهو لرئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست، يولي إدلشتاين، كي يعرض اليوم مسودّة قانون لإعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية على الأحزاب الحريدية.
ويسعى نتنياهو من خلال ذلك لإطالة أمد الأزمة وعدم حسمها، وصولا لعطلة الكنيست التي تبدأ بعد أسبوعين لغاية أكتوبر المقبل.
واعتبر الخبير في الشأن الإسرائيلي باسل مسلماني أن إدراك الحريديم لمحاولة نتنياهو المماطلة، دفعهم للتهديد يهددون ان عدم وجود قانون تجنيد خلال هذا الاسبوع فانهم يفكرون في اسقاط الحكومة.
وقال مسلماني، في حديث لـ وكالة سند للأنباء إن نتنياهو لا يريد قانون تجنيد يرضي الحريديم، لأنه سيخسر جمهوره العلماني اليميني.
وأضاف “هدف نتنياهو إمساك سموتريتيش الذي يهدد بحل الائتلاف نتيجة المضي بالصفقة مع حركة حماس، وفي نفس الوقت يريد التمسك بالحريديم الذين يهددون بسبب قضية التجنيد”.
وأشار مسلماني أنه في ضوء ذلك، فالمماطلة والتأجيل هي سبيل نتنياهو لضمان استمرار حكومته.
ويواصل الحريديم احتجاجاتهم ضد الخدمة العسكرية منذ أن قررت المحكمة العليا، في 25 يونيو/ حزيران 2024، إلزامهم بالتجنيد، ومنع تقديم مساعدات مالية للمؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة.
ويشكل الحريديم نحو 13 بالمئة من سكان “إسرائيل”، ويرفضون التجنيد بدعوى تكريس حياتهم لدراسة التوراة، وأن الاندماج في المجتمع العلماني يهدد هويتهم الدينية واستمرارية مجتمعهم.
يأتي ذلك في وقت يواصل فيه جيش الاحتلال حربه على غزة، يتكبد فيه، رغم مجازره، خسائر بشرية باهظة، ويتساقط جنوده بشكل يومي في معارك مع المقاومة.
وأعلن الجيش عن مقتل 882 جندياً وضابطاً منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بينما أصيب 6032 جندياً خلال الفترة نفسها.