
شفا – بيان صادر عن رئاسة المجلس الوطني الفلسطيني
في الذكرى الحادية والثلاثين لعودة القائد المؤسس الشهيد ياسر عرفات إلى أرض الوطن
في مثل هذا اليوم، الأول من يوليو عام 1994 عاد القائد المؤسس الشهيد الرمز ياسر عرفات أبو عمار إلى أرض الوطن بعد عقود من النفي والنضال عاد مرفوع الرأس إلى تراب وطنه بصفته قائداً لاجئاً إلى حلم شعبه ليحمله نحو فجر الدولة والاستقلال.
هذه العودة التاريخية في إطار اتفاق أوسلو الذي تم التوصل إليه بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل وكان بمثابة أول اعتراف متبادل بين الطرفين ومقدمة لتأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية.
قبل الزعيم ابو عمار تراب غزة وصلى شكرا لله ودخل أرض الوطن في لحظة تاريخية تابعتها عيون العالم ممثلة بداية التحول من النفي إلى التمثيل من البندقية إلى الشرعية ومن الثورة إلى الدولة.
وقد مهد اتفاق أوسلو الطريق أمام الفلسطينيين لبناء مؤسساتهم الوطنية والبدء بمسيرة نحو الاستقلال ، حيث تم تأسيس الوزارات والأجهزة الأمنية وتم إنشاء بنى تحتية وطنية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وفي هذا الإطار أجريت أول انتخابات رئاسية وتشريعية في تاريخ الشعب الفلسطيني عام 1996 حيث انتخب الشعب الفلسطيني الرئيس ياسر عرفات كأول رئيس للسلطة الوطنية الفلسطينية في استحقاق ديمقراطي تاريخي.
وبعد استشهاد الرئيس المؤسس ياسر عرفات تولى سيادة الرئيس محمود عباس أبو مازن قيادة المشروع الوطني واستكمل المسيرة السياسية وتم انتخابه رئيسا للشعب الفلسطيني في انتخابات رئاسية جرت عام 2005 لتأكيد الالتزام بالنهج الديمقراطي الذي أرساه الرئيس الراحل ، كما جرت الانتخابات التشريعية الثانية عام 2006 في مشهد ديمقراطي يؤكد إرادة الشعب الفلسطيني في بناء دولته ومؤسساته وفق القانون والنظام.
هذه المحطات التاريخية شكّلت أسس المشروع الوطني الفلسطيني وما زال شعبنا متمسكا بحقوقه وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود 1967 وعاصمتها الابديه القدس الشريف.
في هذه الذكرى نستحضر عودة الشهيد الزعيم ابو عمار ونحن نعيش ظروفا أشد قسوة وأعظم خطرا ، حيث تمر القضية الفلسطينية بأدق مراحلها في وجه مشروع إبادة جماعية ممنهج وتطهير عرقي متسارع وتهويد يومي للضفة الغربية واقتحامات همجية للمسجد الأقصى، واعتداءات متكررة من قبل المستعمرين تحت حماية الاحتلال وقمع دموي وجرائم لم يشهد لها القرن الحادي والعشرون مثيلا في وحشيتها.
نستذكر عودته في وقت تقصف فيه المخيمات وتهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها، ويستهدف الأطفال والنساء، وتمارس سياسات التجويع والحصار والاقتلاع. نستذكره وهو الذي قال يريدونني إما طريدا أو قتيلا أو أسيرا لكنني أقول لهم شهيدا شهيدا شهيدا .
إن المجلس الوطني الفلسطيني وهو يحيي هذه الذكرى يؤكد أن دماء الشهداء لن تذهب هدرا، وأن نهج القائد المؤسس باق في ضمير ووجدان كل فلسطيني حر وأن المقاومة بجميع أشكالها ستظل حقا مشروعًا لشعبنا حتى إنهاء الاحتلال وتحقيق الإستقلال .
في ظل اشتداد العدوان وتصاعد مؤامرات التهجير والتهويد نؤكد أن وحدتنا الوطنية لم تعد خيارا بل واجبا وطنيا وأخلاقيا فالتشرذم لا يخدم سوى الاحتلال أما التماسك فهو درعنا الوحيد للبقاء والصمود. وفي هذا الإطار نجدد الدعوة لكافة القوى والفصائل إلى تجاوز الخلافات وتوحيد الصفوف ضمن مشروع وطني جامع يحمي القدس وغزة والضفة ويصون كرامة شعبنا.فوحدتنا هي الرد الأقوى على كل محاولات التصفية والتطويع .
عاشت فلسطين
المجد والخلود لشهداء فلسطين الشفاء العاجل للجرحى والحرية والعدالة لاسرى الحرية والكرامة