
شفا – في سابقة لم تحدث منذ اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية اليوم الإثنين، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يدرس رسميًا إقامة وجود يهودي دائم في قبر يوسف بمدينة نابلس، بعد ربع قرن من إخلائه، في خطوة تُعدّ انتهاكًا صارخًا للوضع القائم وتهديدًا بتصعيد خطير في الضفة الغربية.
وبحسب الصحيفة، فإن قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال تعمل على إعداد خطة تفصيلية لإعادة السيطرة الدائمة على الموقع الواقع في قلب نابلس، وسط تحركات سياسية وأمنية حثيثة من قبل قادة المستوطنين ودوائر اليمين الإسرائيلي لدفع هذا المشروع إلى التنفيذ قبل الدخول في أية أزمة سياسية داخلية محتملة، كالذهاب إلى انتخابات مبكرة.
الخطوة، وإن بدت أمنية في ظاهرها، إلا أنها تحمل أبعادًا سياسية واستيطانية خطيرة، خاصة أن قبر يوسف يقع داخل مناطق السلطة الفلسطينية (A) بحسب اتفاق أوسلو، وإعادة التمركز فيه يعني نسف الاتفاقات الموقعة وتوسيع مفهوم “السيادة اليهودية” خارج نطاقها المتعارف عليه حتى داخل إسرائيل.
ومن المقرر أن يُعقد يوم الثلاثاء مؤتمر موسع في الكنيست الإسرائيلي بحضور وزراء وأعضاء كنيست وعائلات قتلى من المستوطنين، بهدف ممارسة ضغط جماعي على الحكومة والجيش للموافقة السريعة على الخطة، وسط تحذيرات من أن أي تأخير قد يُطيح بالمشروع إذا تم حل الكنيست قريباً.
وقبل أسبوعين، عقدت اللجنة الفرعية لشؤون الضفة الغربية التابعة للجنة الخارجية والأمن في الكنيست أولى جلساتها لمناقشة الوضع الأمني في قبر يوسف. حضر الجلسة رئيس مجلس المستوطنات يوسي دغان، والنائب تسفي سوكوت الذي يترأس اللجنة، ونائب رئيس الإدارة المدنية المقدم لاهات شيمش، إلى جانب ممثلين عن المؤسسة الأمنية. وخلالها، تعهد ممثل القيادة المركزية بتقديم تقييم مفصل في غضون ستة أسابيع.
ولا يزال من غير الواضح كيف سترد السلطة الفلسطينية والشارع الفلسطيني، وكذلك الولايات المتحدة والدول الأوروبية، على مثل هذه الخطوة.
ويؤكد قادة المستوطنين على ضرورة الإسراع في تنفيذ الخطة، خشية احتمال حل الكنيست والتوجه إلى انتخابات جديدة، وهو ما قد يعطل مشروعهم. في المقابل، يصفون استعادة السيطرة على القبر بأنها مسؤولية سيادية وأمنية.
وفي السياق ذاته، دعا الحاخام دودو بن ناتان إلى ما سماه “تصحيح الظلم التاريخي” من خلال إعادة الوجود اليهودي الكامل في الموقع، وهو خطاب يُجدد نغمة الاستيطان تحت غطاء الدين والأمن.