12:08 مساءً / 30 يونيو، 2025
آخر الاخبار

سِرُّ السَّعْي… نُورٌ لا يَنْطَفِئُ ، بقلم: شهد أنور جبرين

سِرُّ السَّعْي… نُورٌ لا يَنْطَفِئُ ، بقلم: شهد أنور جبرين

في زحمة الحياة وتقلّب ظروفها، يبقى السعي الصادق هو النور الذي يهدينا إلى دروب الأمل والبقاء.
إنه الشعلة التي تبعث في النفس الحياة، وتغرس فيها العزيمة، مهما كانت التحديات صعبة.

السعي هو سرّ البقاء والنجاح، وهو المفتاح الذي يفتح أبواب الأمل والتغيير.
اجعل يقينك شعارًا لا يتزعزع: مهما طال الطريق، ومهما واجهت من صعوبات، فإن الوصول ممكن، ما دمت تسير بخطى صادقة، وقلبًا مفعمًا بالأمل.

الحلم الذي طالما سكن قلبك، لن يختفي أو يخبو بسبب التعب أو المحن، بل يزداد قوة كلما ثبتَّ على الهدف وسعيت إليه بإخلاص.
لا تيأس أبدًا، حتى وإن كنت تصل وأنت مثقل بالجراح، ومتعثّر الخطى، فالله لا يضيع أجر من أحسن نيته وسعى بصدق، وهو أعلم بمن يريد الخير ويعمل له بإخلاص.

في بداية الطريق، قد تواجه صعوبات تبدو كحواجز لا تُجتاز، لكنها في الحقيقة تهذّب النفس وتقوّي العزيمة.
فلا تدع البدايات الشاقة توقفك، بل اجعلها مرحلة إعداد تهيّئك لمواجهة تحديات أكبر.
وإن أثقلت عليك الدروب، فانهض بعزم لا يلين، كما يجري النهر بصبر بين الصخور، لا يتوقف ولا ييأس.

وعندما تشعر بالضعف، لا تنسَ أن تتوجّه إلى باب الله المفتوح دائمًا، فهو الملاذ الذي لا يُغلق، والملجأ الذي لا يخذلك.
قال تعالى:
«وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ» (البقرة: 186).
فكل دعاء صادق هو نداء من القلب، والله قريب يسمع ويرى.
فلا تخشَ التعب أو الوحدة، فهو السند والعون في كل طريق تسلكه.

كل خطوة تخطوها، وإن بدت صغيرة أو بطيئة، تقرّبك من هدفك، فلا تتوقف ولا تستسلم.

الفشل ليس نهاية الطريق، بل هو بداية جديدة تُبنى بالحكمة والعزيمة، لا بالأحلام وحدها.
إنه فرصة لتعلّم شيء جديد، وتجديد الخطط، وتعميق الإيمان بأن النجاح آتٍ لا محالة.
لا تخشَ السقوط، بل كن مستعدًا للنهوض بقوة أكبر وتصميم أشد.

وحين تضيق عليك الأرض بما رحبت، وتبدو الظروف كأنها تحاصر كل آمالك، فتذكّر أن الله أقرب إليك من حبل الوريد.
التوكل على الله ليس انتظارًا سلبيًا، بل هو بذل الجهد بإخلاص، وثقة بأن الله يهيّئ من حيث لا تحتسب أروع الحلول.

ما وُجدنا عبثًا في هذه الحياة، بل جئنا نحمل رسالة عظيمة وغاية سامية.
أمرنا الله أن نؤديها بما آتانا من إرادة وبصيرة.
فلا تستصغر دورك، ولا تستهِن بأثر خطواتك، فأعظم الجبال بدأت بذرات صغيرة.

ارضَ بما قسمه الله، وإن لم تدرك الحكمة؛ فربما كان التأخير سترًا، والحرمان عين العطاء.
ثق أن الله يعلم وأنتم لا تعلمون، فحكمته أوسع من إدراكنا.

ازرع الخير حيثما كنت، ولو بكلمة طيبة أو فعل بسيط، وادعُ الله أن يرضى عنك، فإن رضاه يملأ القلب سكينة، والحياة نورًا لا ينطفئ.

قف مع نفسك واسألها:
هل أسعى بصدق؟ هل قلبي ممتلئ بالنية الطيبة؟
فإن وجدت الصدق، فاعلم أنك على الطريق المستقيم، وإن طال الطريق.

وفي ختام كل يوم، قل لنفسك بهدوء:
«اللهم اجعلني مباركًا أينما كنت، واجعلني من الصالحين.»
فالصلاح بركة، والبركة نور، والنور هداية، والهداية طريق من رضي الله عنهم ورضوا عنه.

نادي أحباب اللغة العربية الفلسطيني

شاهد أيضاً

الاحتلال يغلق طريقا زراعيا شمال غرب نابلس

الاحتلال يغلق طريقا زراعيا شمال غرب نابلس

شفا – أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، طريقا زراعيا في سهل بلدتي سبسطية وبرقة …