12:22 صباحًا / 28 يونيو، 2025
آخر الاخبار

تقرير : حرب غزة من أكثر صراعات القرن الـ21 دموية

تقرير : حرب غزة من أكثر صراعات القرن الـ21 دموية

شفا – سلطت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، الضوء على تقرير وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الذي يفصل بالأرقام والأسماء والأعمار، وبالمعلومات المحدثة، حصيلة شهداء حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، منذ 7 أكتوبر2023.

ونشرت وزارة الصحة، الإثنين، قائمةً مُحدّثةً بأسماء شهداء الإبادة، في تقرير مفصل من 1227، تتضمن الاسم الكامل للشهيد، واسم الأب والجد، وتاريخ الميلاد، ورقم الهوية.

واعتبر “هآرتس” أن عددًا متزايدًا من الخبراء حول العالم يُقرّون بأن هذه القائمة، على الرغم من كل ما تُمثّله من فظاعة، قد تكون مُتحفّظة جدًا مقارنةً بالواقع، هذا برغم رفض مسؤولين إسرائيليين ما يرد فيها.

وكشفت الصحيفة عن دراسة أعدها البروفيسور مايكل سباغات من جامعة لندن، هو وفريق من الباحثين، بمساعدة الباحث الفلسطيني الدكتور خليل الشقاقي، وبينت استشهاد 75200 شخص بشكل عنيف في القطاع حتى يناير الماضي، في الوقت الذي قدرت فيه وزارة الصحة في غزة العدد منذ بدء الحرب بـ 45650 شخصًا فقط.

ونقلت الصحيفة عن سباغات تأكيده أن جميع الإجراءات الوقائية التي كانت فعّالة بغزة، بفضل الأونروا والمؤسسات الدولية، من تطعيمات وغيرها، فُقدت في السنة الأولى من الحرب.

وبحسبها، في الأشهر الستة الماضية، بات واضحًا أن سكان غزة يفقدون تدريجيًا قدرتهم على حماية أنفسهم من الوفيات الزائدة.

وقد أدى نزوح 90% من سكان قطاع غزة وانهيار النظام الصحي إلى انخفاض معدلات التطعيم.

كما أن التعرض للبرد والحر والحوادث والاكتظاظ والأمراض في مخيمات الخيام التي يعيش فيها معظم سكان غزة جعلهم عرضة للخطر.

ويؤدي نقص الغذاء وتوقف جزء كبير من أنشطة الأمم المتحدة في قطاع غزة بعد الحصار الكامل الذي استمر 78 يومًا والحصار الجزئي الذي استمر لأكثر من شهر، إلى نقص الفيتامينات والمعادن والبروتينات، ويضرّ بأجهزة المناعة لدى السكان.

كما تفاقم التدمير المستمر للمستشفيات والبنية التحتية الطبية لقطاع غزة بشكل كبير منذ استئناف الحرب.

ويستنتج سباغات من كل هذا أنه من المرجح جدًا أن تستمر موجات الوفيات الزائدة في ضرب غزة في المستقبل القريب.

ويقول: “أستطيع أن أقدر بثقة أن معدلات الوفيات غير العنيفة قد ارتفعت منذ أن أكملنا الدراسة في يناير”.

في غضون ذلك، وحتى دون موجات الوفيات المتوقعة، أدى اقتران الوفيات الناجمة عن العنف والوفيات الناجمة عن المرض والجوع إلى وفاة 83,740 شخصًا بحلول يناير.

ومنذ ذلك الحين، ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، استشهد أكثر من 10,000 شخص، وهذا دون احتساب الوفيات الزائدة. هذا يعني أنه حتى لو لم تتجاوز الحرب حاجز الـ 100,000 شهيد بعد، فهي قريبة جدًا من ذلك.

ويقول البروفيسور سباغات إن هذه الأرقام تجعل حرب غزة من أكثر صراعات القرن الحادي والعشرين دموية، وحتى لو كان إجمالي عدد ضحايا الحروب في سوريا وأوكرانيا والسودان أكبر، فمن المرجح أن تحتل غزة المرتبة الأولى من حيث نسبة الضحايا بين المسلحين إلى غير المقاتلين، وكذلك من حيث معدل الوفيات نسبةً إلى عدد السكان.

وفقًا لبيانات المسح، التي تتوافق مع بيانات وزارة الصحة الفلسطينية، فإن 56% من الشهداء هم من النساء والأطفال دون سن الثامنة عشرة.

وهذا رقمٌ استثنائي مقارنةً بأي صراعٍ آخر تقريبًا منذ الحرب العالمية الثانية.

وتُظهر البيانات التي جمعتها ونشرتها منظمة سباغات أن معدل النساء والأطفال الذين استشهدوا في أعمال عنفٍ في غزة، يزيد عن ضعف المعدل في أي صراعٍ آخر يُمكن تخيُّله، بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، الحرب الأهلية في كوسوفو (20%)، وشمال إثيوبيا (9%)، وسوريا (20%)، وكولومبيا (21%)، والعراق (17%)، والسودان (23%)، وغيرها.

من الأرقام الأخرى التي تظهرها الدراسة؛ معدل الوفيات نسبةً إلى عدد السكان.

ويقول سباغات: “ربما بلغ معدل الوفيات لدينا حوالي 4% من إجمالي السكان. لست متأكدًا من وجود حالة أخرى في القرن الحادي والعشرين تصل إلى هذه الأعداد. علينا أن ننظر إلى ما يحدث في السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية. لكن هذه الأمور تُرى في أفريقيا، وليس في الشرق الأوسط”.

وفي ضوء وفرة البيانات والقوائم والدراسات التي تُؤكد أرقام وزارة الصحة، يُثير صمت المتحدثين الرسميين الإسرائيليين بشأن عدد الضحايا في غزة دهشة بالغة.

وتُعدّ حرب 7 أكتوبر/تشرين الأول أول حرب يمتنع فيها الجيش الإسرائيلي عن نشر تقديراته الخاصة لعدد القتلى المدنيين.

والرقم الوحيد الذي يُكرره المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي وغيره من المتحدثين الرسميين الإسرائيليين، هو 20 ألف قتيل من حماس ومنظمات أخرى.

وتعتبر هآرتس أن هذا الرقم غير مُدعّم بقائمة أسماء أو أدلة أخرى.

ووفقًا لسباغات، حاول البعض إحصاء عدد أسماء المسلحين التي نشرتها “إسرائيل”، ويقول: “لقد تمكنوا من الوصول إلى بضع مئات، بل من الصعب حتى تجميع قائمة بألف اسم”.

وبحسب قوله فإن “إسرائيل” تضخم عدد قتلى حماس باستخدام طريقتين رئيسيتين: “الأولى هي تعريف المدنيين الذين يعملون لدى الحكومة كمقاتلين، والثانية هي تحديد المناطق التي يعتبر فيها كل من يقتل فيها مقاتلاً”.

على أي حال، تضيف هآرتس، أنه حتى لو قبلنا الرقم الرسمي، فإننا لا نزال نتحدث عن نسبة قتلى غير متورطين تقريبًا مقابل كل مقاتل من حماس. وهذا بعيد كل البعد عن تصريحات المتحدثين الإسرائيليين حول نسبة 1:1.

وتطرح الدراسات تساؤلاً: إذا كان عدد الوفيات أعلى بكثير مما تُبلغ عنه وزارة الصحة، فأين الجثث؟ تعتمد سجلات وزارة الصحة بشكل رئيسي على الجثث التي تُنقل إلى ثلاجات الموتى في مستشفيات قطاع غزة.

يعتقد سباغات وباحثون آخرون أن آلاف الأشخاص ما زالوا مدفونين تحت أنقاض عشرات الآلاف من المباني في القطاع، وبالتالي فإن أسماءهم مفقودة من القوائم.

وكان آخرون قريبين من مواقع الانفجارات، ولم يبقَ منهم أي رفات. لكن هذا لا يُفسر الفجوة الكاملة بين بيانات وزارة الصحة وبيانات المسح.

ويرى سباغات أن عائلات الضحايا دفنتهم ببساطة دون نقلهم إلى ثلاجات المستشفيات أو إبلاغ وزارة الصحة عنهم.

ويقول: “هناك عائلات لم ترغب في الإبلاغ. كانوا منشغلين بالبقاء على قيد الحياة أو لم يتمكنوا من الإبلاغ، كما في حالة وفاة الوالدين وترك طفل في الثامنة من عمره، لذلك لم يكن هناك من يُبلغ عنه”.

شاهد أيضاً

19 شهيدًا في قصف الاحتلال خيام ومدارس تؤوي نازحين غرب مدينة غزة

19 شهيدًا في قصف للاحتلال غرب مدينة غزة

شفا – استشهد 19 مواطنا وأصيب وفُقد العشرات، مساء اليوم الجمعة، في مجزرتين داميتين ارتكبهما …