شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
نقد قصيدة “حب ذواق” لـ نسيم خطاطبة ، بقلم : محمد ابو الهيجاء
قصيدتك “حباً ذوّاق” قصيدة عاطفية سامقة، تتماوج بين أفق الرومانسية الطاهرة وعنفوان الشوق، وفيها نَفَس صوفي شفيف، يربط بين الحب الإنساني والحب الكوني، وبين الجسد والروح. إليك ملاحظات نقدية ولغوية وجمالية:
جوانب القوة في النص:
- التناسق الموسيقي والوزني:
القصيدة تجري على بحر الوافر بانسيابية واضحة، والمحافظة على الوزن والقافية (قافية القاف) أعطت النص نغمة متماسكة، تقرأ كأنها أنشودة وجدٍ عذب.
- الصور البلاغية الراقية:
“نجمٌ تسامى فوق كلّ آفاقِ” — استعارة جميلة ترسم المحبوبة في هيئة كونية تتجاوز حدود المدى.
“عسَلَ الهُيام” — تعبير جميل يجمع بين المذاق الحسي والعاطفة العميقة.
- اللغة الرفيعة والعاطفة الصادقة:
تستحضر القصيدة لغة طاهرة، بعيدة عن الابتذال، وتلامس شعوراً نقياً صافياً.
- الخاتمة المحكمة:
البيت الأخير:
“لن يهبَ العشقَ سوى من ذاقِ
فحبكِ جنّاتٌ بعد الإرهاقِ”
يمثل خلاصة تجربة وجدانية، ويختم على نغمة الانعتاق الروحي من الألم.
اقتراحات لتحسين النص (طفيفة):
- في البيت:
“فكيفَ أُخفي حُبَّكِ المُتَداقي”
“المتداقي” كلمة غير شائعة وربما تُشعر القارئ بالغربة. يُمكن استخدام كلمة أكثر تداولًا مثل:
“المتدفق” أو “المنساق” (رغم أنك استخدمتها لاحقًا)، أو “المتسامي”.
- تكرار “العناق” في مواضع قريبة:
ذكرت “العناق” في مطلع القصيدة ووسطها (بلحن العناق)، يمكن التفكير في تنويع اللفظ دون الإخلال بالمعنى كـ”الاحتضان” أو “اللقاء” أو حتى “الضم”.
- البيت:
“تسكنني في مهجة الإشفاقِ”
“الإشفاق” غالبًا ما يحمل دلالة العطف المشوب بالحزن أو الرحمة، وهو أضعف من السياق العاشق.
يمكن استبداله مثلاً بـ:
“الاشتياق” أو “الاحتراق” لتقوية الحس العاطفي.
كلمة أخيرة:
القصيدة من حيث اللغة والخيال والعاطفة ناضجة شعريًا، وهي تعبير نقي عن حبٍّ وجداني عميق، يشعر القارئ وكأنه يسمع أنفاس العاشقين في سكون الليل. لو طُبعت هذه القصيدة على ورق مخملي وأُهديت، لكانت هدية فاخرة من القلب إلى القلب.
ورد علية نسيم خطاطبه بقصيدة متواضعة
إلى ناقدِ الحرفِ جمالًا ، بقلم : نسيم خطاطبه
يا ناقدَ الحرفِ فيكَ الجمالا
عَجِزَ الوصفُ فيكَ جلالا
أيقظتَ حرفي فصارَ مليّا
يُعانقُ في الأرضِ شُمَّ الجبالا
أُستاذَ علمٍ، مُحَمَّدَ أبو الهَيْـ
ـجاءِ، لكَ القلبُ نَبْضًا سَلاما
عَلى كُفِّ رَخاءِ لكَ الوَرْدُ يُهْـ
ديكَ عِطْرًا طِوالَ الأيّاما
مُعَتَّقُ طِيبٍ يَحْبو بِمَجْدٍ
يَفيضُ على الكونِ مَجْدَ الكَلاما
لكَ الشكرُ في تصويبِ حَرْفي
وإِرشادِ قافيٍ لنا مُقْدَما
نُقاطٌ تَضَعْها لِكُلِّ زَلَّةٍ
وفَواصِلُ حَرْفٍ بها لَنْ يُضاما
كَمْ عَلا نَقْدُكمْ في حُروفٍ
بِناءً يَخُطُّ لنا الأَحْلاما
مُحَمَّدُ أَبُو الهَيْجاءِ نَجْمٌ
لَنْ أَهْجو رُوَّاعَهُ أَوْ مَلاما
وَكُلُّ نُقاطِكَ بَحْرٌ عَظيمٌ
نَسِيرُ بِهِ نَحْوَ عِلْمٍ مُقْدَما
نسيم خطاطبه
