“بسمة عيد في زمن الألم: أطفال البريج يرسمون الأمل من تحت الرماد”

شفا – في مشهد استثنائي يعكس إرادة الحياة وسط أنقاض الحرب والنزوح، نظم ملتقى البريج في المنطقة الوسطى فعالية “بسمة عيد 2” بالتعاون مع فريق الحلم بقية وجمعية أفق جديد – New Horizon، في مركز إيواء السكة للنازحين، لإحياء فرحة عيد الأضحى المبارك في قلوب الأطفال الذين حُرموا من بيوتهم وأمنهم بفعل العدوان المستمر.

الفعالية التي غلب عليها طابع الفرح الطفولي رغم قساوة الواقع، تضمنت أنشطة تفريغ نفسي وسباقات حركية جماعية، وفقرة دحية شعبية، ورسم على الوجوه، واستعراضاً مرحاً مع المهرج، إضافة إلى عروض الدمى التفاعلية. وقد استهدفت الأنشطة جميع طلاب الملتقى من الصف الأول حتى السادس، بهدف توفير مساحة آمنة لهم للتعبير والفرح، وتقديم دعم نفسي يسهم في تعزيز صمودهم واستعادتهم لجزء من الطفولة المسلوبة.

الطالبة إيمان، إحدى المشاركات في الفعالية، عبّرت عن فرحتها العارمة قائلة: “اشتقت لاستقبال العيد في أجواء آمنة تخلو من أصوات الحرب والقصف… فقط أريد أن أضحك وألعب مثل بقية الأطفال في العالم.”

الأطفال بدورهم أطلقوا أمنياتهم في الهواء: “نريد السلام”، “نريد أن نرجع إلى بيوتنا”، “كل عام وأنتم بخير”، وراحوا يهنئون بعضهم البعض ومعلماتهم ويتبادلون الضحكات في مشهد امتزج فيه الألم بالأمل.

من جهتها، أكدت أ. صابرين، مسؤولة ملتقى البريج، أن الفعالية جاءت لتكون “رسالة إنسانية تؤكد على أهمية تقديم الإسعاف النفسي للأطفال، وتعزيز روح الصمود في نفوسهم رغم القهر والتجويع والنزوح الذي يعيشونه.” وأضافت: “سنواصل إحياء أعيادنا رغم الجراح، وسنزرع الأمل في قلوب أطفالنا مهما اشتدت الأزمات.”

كما وجهت أ. صابرين شكرها الخاص إلى جمعية مركز إبداع المعلم ومنسقي أنشطة التهيئة النفسية والتعليمية، على جهودهم المتواصلة في المتابعة والدعم، مشددة على ضرورة استمرار مثل هذه الفعاليات التي تعيد للأطفال جزءاً من إنسانيتهم المهدورة تحت وطأة الحرب.

في زمن يشتد فيه القصف، وتُخنق فيه الطفولة تحت خيام النزوح، تبقى بسمة العيد هي السلاح الأقوى في وجه الألم، وصوت البراءة الأعلى في نداء الحياة.