
الدكتور طارق الشبول ، نخوة تسير على الأرض وأثر لا يُنسى ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات
في دروب الحياة، يمرّ بنا أناس كثيرون، لكن بعضهم فقط، يضيئون الروح كما تضيء النجوم ظلمة السماء، ويتركون في القلب بصمة لا تزول، تهمس لنا: “هنا مرّ إنسان عظيم”. ومن بين هؤلاء القلائل الذين نحمل لهم الوفاء في أعماقنا، يسطع اسم الأخ الفاضل الدكتور طارق الشبول، الذي تجسّدت فيه أجمل معاني النخوة العربية الأردنية، والكرم الأصيل، والتواضع المجبول بالفطرة، وحُسن التعامل.
تعرفت إليه عبر زوجته صديقتي الغالية، وأختي العزيزة الدكتورة رقية شرادقة، التي كانت صلة الخير بيننا، وسفيرة الكلمة الطيبة والعلاقات الراقية. ولأن الطيبين لا يعرفون التردد، تواصلت معها لأدعوه لحضور حفل إشهار كتابي الثالث “إنما الإنسان أثر – الجزء الثاني”، فكان الجواب فعلاً لا قولاً، وعطاءً لا انتظاراً، وكرماً لا يُوصف.
ورغم مسؤولياته الجسام، وضغط عمله في جامعة جرش، ومشاغله في محافظة إربد، أبى إلا أن يكون حاضراً، مشاركاً، وداعماً بكل ما أوتي من وقتٍ وجهدٍ وهمة. جاء من إربد صباحاً ، ثم أنهى دوامه الأكاديمي، ولم تمنعه المسافات ولا التعب من أن يحضر إلى عمّان في المساء، ليس فقط كشاهد على الحفل، بل كجزء من سطوره النبيلة.
كان حضوره شعلة من الكرم ورمزاً للوفاء، وكان تعامله خلال هذا اليوم الاستثنائي درسًا في الأخلاق العالية واللباقة الرفيعة. لم يكن ضيفًا عادياً، بل كان سنداً حقيقياً وشريكًا في النجاح، يجسّد المعنى الحقيقي لـ “الإنسان الأثر”، الذي يزرع الخير حيثما مرّ، ويمنحك شعور الأخ والصديق بلا مقابل.
فالشكر موصول لك، دكتور طارق، من القلب، على وقتك ودعمك، وعلى إنسانيتك التي لا تُقدّر بثمن، والشكر كذلك لأختي وصديقتي الدكتورة رقية شرادقة، التي كانت جسر الخير وجمال اللقاء.
نعم، إنما الإنسان أثر… وأثركم لا ينسى..