
كَسْرُ الأَغْمِدَةِ ، بقلم : نسيم خطاطبة
عُصبَةُ عِزَّةٍ عَاهَدوا رَبًّا
وَساروا لِنُصْرَةِ الدِّينِ الثِّبَاتِ
كَسَروا غِمَادَ أَسْيَافٍ بِوَعْيٍ
وَأشْعَلُوا القُلُوبَ لِذَاتِ النَّاتِ
أَبَوا الدُّبْرَ فِي وَقْتِ انْكِسَارٍ
وَصَاغُوا مِنْ دِمَائِهِمُ الرُّفَاتِ
وَمَا خَافُوا الْمَنَايَا يَوْمَ زَحْفٍ
فَهُمْ أَهْلُ الرِّفَاعَةِ وَالهِمَاتِ
وَفِي سَاحِ الْوَغَى لَمْ يَخْشَ نَفْسٌ
سِوَى أَنْ يُقْبَلَ الْمَوْتَى السِّمَاتِ
لِخُلْدِ اللهِ قَدْ سَعِدَتْ رِجَالٌ
وَفِي أَرْوَاحِهِمُ سَكَنَتْ الجناتِ
سِوَى رَجُلٍ نَجَا وَبِهِ حَنِينٌ
يُرَجِّي فَوْقَ خَدِّ الدَّمْعِ آتِ
وَكَمْ مِنْ فِئَةٍ صَبَرَتْ بِقُوًى
فَهَدَّتْ فَوْقَهَا بَطِشَ الْجِهَاتِ
جَمَعُوا لِدِينِهِمُ قُلُوبَ حُبٍّ
وَقَالُوا: “لَنْ نُبَاعَ إِلَى الْهَنَاتِ”
بِغَزَّةَ ثَبْتُهُمْ جَبَلٌ شَمُوخٌ
يُجَابِهُ وَحْشَ أَسْقَامِ الْمَمَاتِ
وَفِي الثُّغْرِ النُّفُوسُ لَهَا وُقُوفٌ
تُرَابُ الأَرْضِ يَحْمِلُهُنَّ المَاجِدَاتِ
جُنُونُ القَهْرِ يَرْتَعِدُ اشْتِيَاقًا
وَفِي الأَجْسَادِ تُكْتَبُ ذَاكِرَاتِ
نُقِيمُ الْوَثْقَ فِي وَطَنٍ شَرُفْنَا
وَنَحْرُثُ مِنْ رُفَاتِنَا الهَجَمّاتِ
فَيَا أُمَّ الْبَشَائِرِ قُومِي الآنَ،
فَمَنْ يَسْقِي الحُرُوفَ سِوَى الثَّبَاتِ؟
نسيمُ خَطَّاطَبَه