5:47 صباحًا / 30 أبريل، 2024
آخر الاخبار

والدة الأسيرين علي وسند شريف: كلما اجتمع شمل أسرتي تتجدد وتكبر أحزاني

شفا – الظروف الصعبة والقاهرة التي حلت بأسرتهما بعد وفاة والدهما، أرغمت الشقيقين سند وعلي شريف أحمد علي على ترك مقاعد الدراسة والتخلي عن أحلامها ومستقبلهما، للمساعدة في إعالة الأسرة الكبيرة المكونة من 15 فرد، وخلال رحلة كفاحهما من أجل العيش الكريم، قطع الاحتلال عليهما الطريق باعتقالهما وزجهما خلف القضبان، وحتى اليوم مددت محكمة سالم العسكرية توقيفهما 80 مرة، بينما لا تتوقف والدتهما الخمسينية والمريضة يسرى “أم عامر”، عن البكاء والحزن على فراقهما المستمرة منذ أكثر من عامين.

ويقول شقيقهما عامر: “منذ اعتقالهما، تحولت حياتنا لمعاناة كبيرة خاصة بالنسبة لوالدتي، فالبكاء والوجع يلازمها في ظل غيابهما، وكلما اجتمع شمل أسرتنا ، تتجدد وتكبر أحزانها ، فهي لم تتوقع أبداً هذا المصير المؤلم والصعب، ورغم صبرها لم تعد قادرة على فراقهما”.

يعتبر الأسير سند السابع في عائلته التي تعيش في بلدة جبع جنوب جنين، فيها نشأ وعاش وتعلم حتى أنهى المرحلة الإعدادية، ويقول عامر: “بعد وفاة والدي إثر خضوعه لعملية قلب مفتوح، ترك سند وعلي مقاعد الدراسة، وتوجها للعمل في البناء والزراعة، لتعيش أسرتنا حياة كريمة، حياتهما تقتصر على العمل، ولم يكن لهما نشاط سياسي أو انتماء تنظيمي”.

منذ فترة، انخرط علي وسند للعمل في منطقة أريحا، ويقول عامر: “كانا يواظبان وملتزمان على العمل، وبتاريخ 13-12-2020، وأثناء عودتهما من عملهما في أريحا لمنزلنا في جبع، احتجزتهما قوات الاحتلال على حاجز الحمرا العسكري في الأغوار”.

ويضيف: “بعد التفتيش، فوجئنا بصدمة اعتقالهما التي لم نتوقعها ابداً، وكانت الكارثة الكبرى لنا، انقطاع أخبارهما بعد نقلها لزنازين العزل والتحقيق في سجن “بيتح تكفا”، وطوال فترة التعذيب التي استمرت أكثر من شهر، عشنا كوابيس قلق ورعب، لأن الاحتلال منع زيارتهما، وكنا نجهل مصيرهما رغم التوجه لكافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية”.

بعد التحقيق، نقلت سلطات الاحتلال الشقيقين علي وسند لسجن مجدو، لكنها فرقت بينهما ورفضت جمعها في قسم أو غرفة واحدة، رغم أن قانون إدارة السجون يمنحهما هذا الحق، ويقول عامر: “لم يكن اعتقالهما وتدمير حياتهما وزجها في غياهب السجون عقاباً كافياً للاحتلال، فقد فرق بينهما، وكل واحد منهما يقبع في قسم، ضمن سياسة العقاب والانتقام التي يمارسها الاحتلال بحق أسرانا”.

ويضيف: “حتى اليوم لم نعرف ماهية اعتقالهما، والاحتلال يزعم وجود اعترافات عليهما، ولكنهما نفيا تلك التهم المفبركة، ورغم أن المحامي، قدم إثباتات على التزامهما بالعمل وعدم ممارستهما أي نشاط، ما زالت المحكمة تخضع لتوجيهات النيابة العسكرية وترفض الإفراج عنهما، لتستمر معاناتهما في ظل ظروف الاعتقال البائسة”.على أحر من الجمر، تنتظر عائلة سند وعلي موعد جلسة المحاكمة المقررة في 29-1-2023، ويقول: “في كل جلسة يتكرر سيناريو التمديد والتأجيل، وقد عرضا على المحكمة 80 مرة، ولم يصدر أي حكم بحقهما، ونتمنى حريتهما في الجلسة القادمة، فلا يوجد أي مبرر لاستمرار اعتقالهما بعد هذه الفترة الطويلة”.

أما الوالدة المريضة أم عامر، فما زالت تتحدث عنهما وتستعيد ذكرياتهما في كل مجلس ولحظة، وتواظب على زيارتهما بعد حصولها على تصريح، وتتحمل كل مشاق السفر وإجراءات الاحتلال التعسفية على الحواجز والمعابر وبوابة سجن مجدو، للتواصل معهما والاطمئنان على أوضاعهما، وتقول: “الحمد لله، معنوياتهما عالية، وما زالا يتحديان الاحتلال وسجونه بصمودهما وصبرهما، وفي كل زيارة أبكي عندما أرى الجدران اللعينة تفصلني عنهما وتحرمني حتى مصافحتهما، لكنهما يسلحاني بالصبر والعزيمة والقوة”.

وتضيف: “كلما شاهدت مكانهما فارغاً، أشعر بحزن كبير، وبأنني أسيرة وأعيش حياة السجن فإلى متى سيتسمر ظلم الاحتلال؟، لكن يبقى سلاحي الوحيد أمام هذه الغمة، الصلاة والدعاء لرب العالمين، ليفرح قلبي بحريتهما وعودتهما لأحضاني والخلاصة من السجون وظلامتها وظلم سجانيها، فغيابهما أثر على حياتنا جميعا”.

شاهد أيضاً

مقتل ضابطين إسرائيليين وإصابة اخر بجروح خطيرة في معارك وسط قطاع غزة

شفا – أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الاثنين، مقتل ضابطين في معارك وسط قطاع غزة. …