4:04 مساءً / 28 مارس، 2024
آخر الاخبار

أردوغان ..ومغامراته “العثمانية” بقلم : صالح القلاب

أردوغان ..ومغامراته “العثمانية” بقلم : صالح القلاب

لا تفسير لكل هذا التحول الذي طرأ على رجب طيب أردوغان فأصبح يفعل كل هذا الذي يفعله ليس في تركيا وفقط لا بل في هذه المنطقه كلها من سوريا إلى ليبيا إلى قبرص و”قطر” والعراق و”أذريبجان” وأرمينيا.. إلاّ إمّا أنه غدا مصاباً بجنون العظمة، مثله مثل أدولف هتلر، أو أن لديه ثأراً قديماً مع هذا البلد تركيا على إعتبار أنّ عائلته الصغيرة قد جاءت إليها من قرية صغيرة تقع أساساً ضمن أراضي روسيا السوفياتية كان إحتلها الأتراك وبقوا فيها حتى الآن منذ كانت الدولة العثمانية واحدة من أهم الدول الكبرى وحيث كان تمددها العسكري قد وصل إلى عمق ثلاث قارات هي آسيا وأوروبا وأيضاً أفريقيا وحقيقة أنّ هذا بقي حتى نهاية الحرب العالمية الأولى وإنهيار السلطنة العثمانية.

والمفترض أنّ أردوغان يعرف بحكم أنه إطلع على تاريخ بلده القريب والبعيد وتاريخ هذه المنطقة كلها وبخاصة بعد أن أصبح رقماً أساسياً في المعادلة التركية أن الدولة العثمانية قد رحلت بلا عودة قبل أكثر من مائة عام وأنّ “زمن أول حوّل”، كما يقال، وأنه لولا إحتياج الغرب لتركيا لمواجهة الإتحاد السوفياتي الذي كان في ذروة قوته وتألقه بعد الإنتصارات التي كان حققها في الحرب العالمية الأولى وفي الحرب العالمية الثانية لكانت تركيا التي كان إنتزع مصطفى كمال “أتاتورك” إسمها العثماني، الآن دويلة صغيرة محصورة في جبال الأناضول .

ثم وإنه لا بد من إيضاح أن رجب طيب أردوغان هذا، كما يقول البعض، ليس عثمانياً وأنّ دولته السابقة لا علاقة لها بالإمبراطورية العثمانية مما يعني أن أوهامه التي يغرق فيها الآن ستأخذ تركيا إلى تمزق جغرافي وسياسي مؤكد وهذا إنْ لم يكن هناك تصدياًّ فعلياًّ له من قبل قوى المعارضة وفي إنتفاضة شعبية تُخْرج هذا الرجل من بحر الأوهام الذي بات يغرق فيه وتنتشل هذا البلد الطيب وشعبه العظيم من هذه المغامرات التي بات هذا الرئيس يوزعها، بدون أي تدقيق وحسابات حقيقية، نحو الغرب والشرق وفي كل الإتجاهات.

ما علاقة رجب طيب أردوغان يا ترى بمنطقة الخليج العربي حتى يتدخل في شؤونها الداخلية والخارجية ويرسل قواته إلى بعض دولها الصغيرة ثم وهل كان يعرف هذا الرئيس التركي ما الذي ينتظره في ليبيا تحديداً وفي أفريقيا عموماً عندما يعبر البحر الأبيض المتوسط بمرتزقة مأجورين ليستعيدوا له ما يعتبره مُلكاً مضاعاً وأمجاداً للدولة العثمانية؟! ثم وإنه كان على الرئيس التركي أن يتجنب كل هذه المغامرات ولا يرتكب حماقة إعتبار مياه هذا البحر المتوسط الذي تشارك فيه دولاً كثيرة قريبة وبعيدة، مياهاً عثمانية..؟ وكذلك ألم يكن من الأفضل للقبارصة الأتراك أن يبقوا على وحدتهم القديمة مع مواطنيهم اليونانيين وفي إطار قبرص الموحدة التي غدت عضواً في الإتحاد الأوروبي و”المنفتحة”على الغرب بأسره سياسيا وإقتصاديا وأيضاً وأمنياً وثقافياً وكل شيء!!.

والآن.. فلماذا يا ترى إكتشف رجب طيب أردوغان، بعدما وصل إلى “الإفلاس” المؤكد بالنسبة لكل مشاريعه “العثمانية” الآنفة الذكر، أنّ ناغورنو كاراباخ أراضٍ تركية على إعتبار أنها تشكل جزءاً لا يتجزأ من دولة أذربيجان التي كانت مثلها مثل أرمينيا تابعة للإتحاد السوفياتي..؟ ثم ولماذا كل هذا التحرش بـ “الأرمن” الذين كانت قد إرتكبت بحقهم وحق أطفالهم مجازر مرعبة على أيدي العثمانيين وهنا فهل يسعى هو أيضاً يا ترى لإرتكاب مجازر جديدة ضد هؤلاء ولكن أكثر دموية من تلك المجازر الوحشية القديمة؟!

شاهد أيضاً

الاحتلال يعتقل 10 مواطنين من الخليل

شفا – اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي، اليوم الخميس، عشرة مواطنين، من محافظة الخليل، بينهم طفل. …