12:30 صباحًا / 29 مارس، 2024
آخر الاخبار

الاسلاميون والعسكر!! بقلم : ابراهيم الجندي

أسفرت الانتخابات الرئاسية عن اعادة بين محمد مرسي وأحمد شفيق ، فما الفرق بينهما؟

 

لا فرق بينهما ، فالاول يمثل تيار دينى راديكالى فاشي متخلف .. ضد الحضارة والتطور والمدنية ، يحكم على معارضيه بالكفر والالحاد ، والثاني عسكري لا يفهم الا في السرقة والنهب والعمولات ، متهم فى عشرات من قضايا الفساد التى لم يفتح النائب العام ملفاتها حتى اللحظة ، مسئول عن تهريب المليارت للفاسدين المفسدين امثاله ، يحكم على معارضيه بالخيانة والعمالة لحساب اجندات اجنبية ، وكلاهما لا يملك برنامج لحكم دولة !!

 

المشكلة ليست فيهما وانما في الملايين التى صوتت لهما ، و بما اننا رضينا الاحتكام الى الديمقراطية وصناديق الاقتراع ، فهذه هى النتيجة التى لابد أن نرضخ لها صاغرين شئنا أم ابينا!!

الاخوان والسلفيين ومن سار على دربهم حينما فازوا فى انتخابات مجلسي الشعب والشورى ، رفعوا سيف الديمقراطية فى وجه من اعترض من امثالنا على شرائهم اصوات الناخبين مقابل الزيت زالسكر .. قائلين انها أصول اللعب حسب صناديق الانتخاب … فماذا لو فاز شفيق .. ماذا سيكون رد فعلهم؟

 

التيار الدينى يريد ديمقراطية حسب مقاسه ومزاجه ، فهناك من هدد بتحويل مصر الى بحور من الدم اذا فاز شفيق!!

 

و هل من حق محمد مرسي الترشح اصلا لمنصب رئيس الجمهورية وهو رئيس حزب قائم على اساس دينى بالمخالفة للدستور؟

لو فاز أحمد شفيق بالمنصب من خلال صناديق اقتراع حقيقية وتصويت نزيه ، فنحن امام اعادة انتاج للنظام القديم ، وتكمن المشكلة في امتداد حكم العسكر ثلث قرن جديد

 

أما لو فاز محمد مرسي بالمنصب (فسوف يوافق هو واخوانه) على بقاء اموال واستثمارات الجيش كما هى دون دمج فى ميزانية الدولة أو حتى رقابة عليها ، وتقدر بحوالى اربعين فى المائة من حجم الاقتصاد المصري ، واذا استرجل و رفض فحكم المحكمة الدستورية جاهز ( بعد ايام ) بعدم شرعية البرلمان لتسريح الاخوان باحسان والعودة الى المربع صفر!!

 

ما يجب التأكيد عليه هو ان المصريين ما زالوا فى المرحلة الابتدائية ، فهم يخططون مستقبلهم بالقلم الرصاص ، يخطئون ويمحون اخطائهم، و يمكن ان يصلوا الى الوضع الصحيح يوما ما ، المشكلة الاساسية هى ان فوز الاخوان بالرئاسة وتشكيل الحكومة والسيطرة على البرلمان سيؤدى لا محالة الى اخراج الشعب من المدرسة الابتدائية ليتسرب من التعليم ويزداد جهلا وغيبا !!

العقد القادم فى العالم العربي كله هو للتيارات الاسلامية بلا شك ، ولا ضير فى ذلك طالما ان تلك هى ارادة الشعوب ، فالشعوب لا تتعلم من خلال النظريات والكتب وانما من خلال الممارسة والواقع!!

 

القضية ان التيار الاسلامي فى تونس فى حالة تصالح مع الحداثة والمدنية والتطور بسبب انفتاحه على الغرب ، عكس ذات التيار فى مصر الذى اسس منهجه على خطى محمد بن عبد الوهاب السعودى الصحراوى المتشدد الذى خلعت المملكة ذاتها جلبابه وألقته على مصر للاسف الشديد!!

 

منذ قيام ثورة تونس وهيمنة الاسلاميين هناك والثورة فى تطور استجابة لرغبات الشعب التونسي ، اما فى مصر فعلى الرغم من ان الاسلاميين سرقوا الثورة ، فانظروا الى حجم التحالفات والاتفاقات والمؤامرات التى حاكوها ضد الثورة والثوار ، فقط للوصول الى السلطة !!

 

السؤال .. هل يحتكم الاسلاميون الى صناديق الاقتراع مستقبلا أم أن الديمقراطية ستصبح على ايديهم .. تشبها بالغرب الكافر ؟

شاهد أيضاً

إسرائيل “جابت الدّب لكرمها” ، جدل وترقب، بقلم : سماح خليفة

إسرائيل “جابت الدّب لكرمها” ، جدل وترقب، بقلم : سماح خليفة ينام قادة إسرائيل ويستيقظون …