7:06 مساءً / 28 مارس، 2024
آخر الاخبار

نتائج الانتخابات:نزيهه وتحتاج شهادة اثبات بقلم : د.سرحان سليمان

نتائج الانتخابات المصرية اصبحت شيئاً محيراً،ويحتاج لتفسيرات منطقية وفقاً لتواجد القوى السياسية والتيارات والكتل التصويتية،ووفقاً للتنبؤات المتاحة،والارتباطات الحزبية والعقائدية الموجودة فى مصر،ولعل ما يجعل التحليل سهلاً ومتاحاً ان تلك الارتباطات مدركة ومعلومة للغالبية،وبتحليلات المشهد قبل واثناء وبعد الثورة يمكن ادراك وقبول تلك النتائج او تفسيرها بعيداً عن المنطقية ومدى وزن القوى السياسية،فنحن لدينا اوزان  للقوى السياسية متاحة ولها تأثيرها المباشر ومعلوم ارتباطها التصويتى،فالاخوان المسلمون هى الكتلة التصويتية الاولى المجمعة والتى تصوت جماعياً وفقاً لقرار واحد متفق عليه ولا يؤثر فيها اى مؤثرات اعلامية او احداث متتالية،فالقرار متخذ لمرشح حزب الحرية والعدالة وقرار نهائى،،ونسبة الحضور للتصويت فى تلك الكتلة قد تصل الى 80%..وتمثل نسبة لاتقل عن 20% من مجموع الاصوات الكلية،يضاف الى تلك الاصوات المتعاطفين مع الاخوان المسلمين من التيارات الاخرى والغير مرتبطين باحزاب او من يروا ان الاخوان الافضل لقيادة مصر فى المرحلة المقبلة او تفضيلاً لشخص مرشح الاخوان،مجموع كل تلك الاصوات أتاحت للدكتور محمد مرسى الاحتفاظ بالمركز الاول فى نتائج الانتخابات،ولا يفوتنا عدم دقة تقدير الاخوان فى امكانية فوزه من الجولة الاولى،ونستطيع الوصول لنتيجة ان نسبة 24%،وهى ما اسفرت عنه النتائج بالفعل،وتتفق مع المنطق ووزن التاثير الحقيقى للاخوان،واتفق فى عدم تزوير اى اصوات مؤثرة للاخوان وانهم حصلوا على اصواتهم تماماً.

اما بقية النتائج،فهذا ما لا يتفق مع المنطق او القوى السياسية،وما يهمنا هو من حصل على المركز الثانى،هل بالفعل يعكس القوى السياسية المؤيده له او المتعاطفة معه؟ فحصول الفريق شفيق على المركز الثانى بنسبة تقترب للغاية من المركز الاول وربما متساوية تقريباً والفارق لن يتجاوز “2-4″% ،امراً يحتاج لتفسير،فمؤيدى الفريق المؤكدين هم اعضاء الحزب الوطنى العاملين،والمتعاطفين معه من بعض رجال الشرطة والجيش،والنسبة الاعظم من الاقباط ،وتلك الكتلة مؤكدة له،واخر الاحصائيات وحسب نسبة التصويت التى لم تصل الى 50 % من مجموع الاصوات،يصبح من صوتوا فى تلك الانتخابات من الاقباط ،ويضاف لهم اعضاء الحزب الوطنى الذين يرون ان الفريق شفيق راعى مصالحهم والانسب فى وجهة نظرهمــ،،وبحساب بقية المتعاطفين وبالارقام المتاحة لا يمكن ان يصل ما يحصل عليه الفريق شفيق على النسبة التى حصل عليها والتى تقترب من 23 % من مجموع الاصوات،وهنا يمكن الاستفسار،من اين جائت تلك النتائج ؟ ومن استطاع بحرفية شديدة وعمل منظم ان يجعلها حقيقة واقعية؟والسؤال الذى يحتاج لاجابة منطقية ،كيف يمكن لشعب قام بثورة على نظام ويصوت لنفس النظام ليعيده مرة اخرى ؟

اخيرا:حصول حمدين صباحى على معظم اصوات الثورة والمناطق الرئيسية مثل الاسكندرية وبورسعيد وكفر الشيخ واخرى يدلل على شعبيته،وانه لم يحصل على نفس التركيز من الاصوات فى المناطق التى شهدت تصويت جماعى للفريق شفيق،واعتقد ان الصباحى قد كسب شعبية جارفة بعد الانتخابات تؤهله ليكون رئيس مصر بعد القادم اذا استمر على نهجه وتواجده فى الشارع وترابطه مع الثورة،والاعتدال فى منهجه،اما بخصوص السيد عمرو موسى،فكان المتوقع ان يكون ضمن الثلاث مراتب الاولى،ولولا تاثير الاصوات التى اعطت للفريق شفيق لكان بالفعل فى المثلث الانتخابى،اما بقية المرشحين فكان متوقعا نتائجها،او قريبة من التخمينات،ما عدا الدكتور ابو الفتوح التى انصهرت اصوات مؤيديه ولم يعثر عليها،فكانت له شعبية قوية من الثوار وبعض التيارات المؤثرة مثل السلفيين وكثر من اليبيراليين وهذا ما لم يترجم الى نتائج حقيقية،وتلك اخرى علامة استفهام ؟

اننا امام مشهد معقد ويحتاج لتفسيرات عن كيف حصل الفريق شفيق على تلك النسبة؟ ولماذا تراجع الصباحى وابو الفتوح وموسى،فى مشهد يشوبه الاشاعات المتواترة عن شبه تزوير من تصويت مجندين واضافة اصوات وهمية للقوائم الانتخابية وغيرها وهذا يحتاج للتدقيق والرصد وتحقيقات عالية المستوى ونزيهه من قبل لجنة يثق فيها كل الشعب المصرى.

وفى النهاية لا نملك سوى القول ان فوز مرسى قد يكون له شرعية،اما فوز شفيق فشرعيتة تحتاج لازالة كل الشوائب التى صاحبت الاصوات التى حصل عليها،ولا نفسر ذلك قطعاً او نحكم ان هناك تزويراً،بل اننى اقول ان نتائج الانتخابت غير منطقية ولا تعكس القوى السياسية الحقيقة فى الشارع المصرى .

د.سرحان سليمان

الكاتب الصحفى والمحلل السياسى والاقتصادى

شاهد أيضاً

الرئيس محمود عباس يصدر قرارا بقانون بمنح الثقة للحكومة التاسعة عشرة ومرسوما بشأن اعتماد تشكيلتها برئاسة د. محمد مصطفى

شفا – قدم رئيس الوزراء المكلف محمد مصطفى برنامج عمل الحكومة وقائمة التشكيل المقترحة إلى …