9:10 مساءً / 19 أبريل، 2024
آخر الاخبار

لنقرأ ما بين السطور بقلم : إيـــــاد أبـــو جـــوده

نعم لم نعد نقرأ السطور ونمضي سراعا عنها كعادتنا التي انتهجناها زمنا طويلا دون وعي تام لما يتسطر بين ثناياها من خفايا عديدة ومن رموز متنوعة وإن كنا نجهل بعضها إلا أننا بتنا اليوم بطبيعة الحال وتكرر المنوال نتعلم تفكيك شيفرة بعض تلك الرموز والتي باتت تقودنا نحو ملايين الحقائق التي جهلناها سنين مضت ، وليعلم أولئك المجتهدين في التفنن في صنع القضايا واستحداث الأحداث السياسية في المنطقة بوجه العموم وفي قلب الشام دمشق أننا بتنا اليوم نتدارس ما بين سطور الأحداث ونفهم أبعادها وغاياتها بكل يُسر على غرار الماضي .

تفجيرات في قلب العاصمة السورية دمشق وتفجيرات أخرى في دير الزور وأخرى ستتابع مرارا وتكرارا بتفنن ودوبلاج مسرحي يفوق التصور ضمن نطاق العقل العربي المهمش سياسيا واجتماعيا وفلم سينمائي تلو آخر وكأن نفس السيناريو قد أنتج في هوليوود أو بوليوود بكل تفنن وإتقان لا مثيل له ورغم كل هذا يبقى صنع البشر فيه من النقص بمكان وآثار الجريمة لا بد لها من خيوط تقودنا لفاعلها وإن إختفت أو غُمي عليها لفترة ما إلا أنها ستقودنا يوما ما لقلب الحقيقة ، أما تلك الأيدي الخفية التي تقوم بهذا الأمر وذلك النظام السافر لأبعد الحدود الذي يُلقي فور وقوع الحدث بتصريحاته المتتابعة على قنواته السورية المحلية بالمسؤولية على القاعدة أو ما يسميهم أعداء النظام ” الجيش الحر وأتابعه من الشعب الذي ثار على النظام ليسقطه ” .

سرعان ما يتشدق إعلامهم الداخلي على شاشات تلفزته معلنا عن تفجير ويُتبع عن تلك اليد التي قامت بهذا الأمر وكأن الكرة السحرية قد فتحت لهم أبواب النظر سريعا ليكتشفوا تلك الأيدي الخبيثة التي تسببت بوقوع هذه الإنفجارات رغم أن أي حدث أو أي جريمة تقع تحتاج لفترة زمنية طويلة من التحقيق والبحث لمعرفة الجاني وما قضية تفجير الحريري منا ببعيدة والتي لم يُعرف جناتها حتى اليوم بينما في سورية يُعرف الفاعل حال وقوع الحدث !! .

سيناريو تلو آخر وأحداث كانت بالأمس القريب تتكرر في عاصمة العراق الأبي بغداد وسرعان ما يُشار بأصبع الإتهام إلى جهات معينة والتي ما زالت هي نفس الشماعة التي يُشار لها اليوم بنفس أصبع الإتهام ، مع أننا لا ننكر حقيقة أن بعض تلك الإنفجارات التي حدثت في بغداد كانت حقيقة من صُنع أيديهم إلا أنهم سرعان ما كانوا يعلنون للملأ عن قيامهم بها بكل فخر وتغن تصدح بها أغانيهم وفيديوهاتهم التي  توثق الحدث بكل تفاصيلة الدقيقة بينما في الحالة السورية لا نجد أي طرف من تلك الأطراف يتبنى هذه التفجيرات وبالطبع ما زالت حتى هذه اللحظة هي الشماعة الوحيدة والمنفردة عربيا وعالميا كي تُتهم بهذا الأمر .

ويطرح العقل سؤالا بسيطا لعل أصحاب تلك الإتهامات يجيبوننا عليها بعيدا عن الترهات مكمنه ” لم حتى هذه اللحظة لم تتبنى تلك التفجيرات أي جهة معينة وخصوصا من أشير لها بأصبع الإتهام ؟! ” .

ما غاية القاعدة من قتل عموم الشعب ومكمن تواجدهم في العادة يترافق وتواجد المحتل ؟!

ما غاية الجيش الحر والذي حدد مهامه بحماية ثورة الشعب من هذه التفجيرات ؟!!

ما مكاسب الجيش الحر من قتل الأبرياء والمدنيين وهو من وُجد لأجلهم ولحمايتهم ؟!

هل الجيش الحر هو من يقصف المدن ويقتل البشر في بيوتهم ويهدم أسطح منازلهم  بقنابله ؟!

هل الجيش الحر من يقتل الأطفال ويهدم المساجد ويقصفها بوابل من نار ؟!

وبفرض الإحتمال ضمن نطاق خانة عديد من الإحتمالات إن كانت القاعدة هي المسببة الرئيسي لهذا الأمر لم حتى الآن لم تعلن أي خلية إنتمائها للقاعدة أو أي فئة منفردة تنتسب للقاعدة هذا الأمر ، رغم أن نهجهم بات واضحا بشكل جلي وقد تمثل في العراق ومن قبل ذلك في أفغانستان وباكستان وبهذا يتم دحض أي إدعاء يقوم به النظام السوري أو أي نظام آخر بمواده الإعلامية المفبركة بقدر سيء من مونتاج باهت ومتكرر وتفشل بكل بساطة تُرهاتهم التي تنبع من سذاجتهم في اتباع سيناريو قد فشل من قبل في العراق وأن عليهم أن يجدوا ملفا جديدا لسيناريو آخر ليعلقوا على شماعته حقيقة ما يجري من خيانة عظمى للشعب السوري والتي بدأت بقتله نهارا جهارا ومع ذلك ما زال يتم الكيل بمكيال السذاجة للعقول العربية والعالمية بهذه التصريحات الغبية التي تُنسج سراعا قبل حدوث الحدث وتوضع في مواد الإعلام المسير ضمن خانة الأمر والمأمور .

ولنعد بالذاكرة التي هُمشت مرارا إلى أحداث العراق ولنتذكر بعض التفاصيل وأهمها أن أي جهة تتمثل في المقاومة أو تنتسب لها مهما كانت أبعادها الفكرية إلا أنها إنتهجت نهج الإعلام وكان لهذا النهج بعده العسكري الكبير في إضعاف همة ومعنويات العدو ، نعم كان للإعلام سطوته وسيفه ذو الحدين وقد آتى ثمره في العراق بشكل واضح وما زالت آثاره ماثلة في أولئك الذين يعالجون في أمريكا من حالاتهم النفسية العقيمة .

نعود في أدرجانا نحو بعض التفجيرات في بغداد والتي كانت لليد الإيرانية الدور الأكبر فيها من تقتيل للشيعة وخصوصا الشيعة العرب في عديد من الإحتفالات الشيعية والحوزات وقد كان لهذا الفعل أثر كبير في إثارة النعرة الطائفية وقد نجحت إيران حينها بهذا في استملاك العراق وتهميش سنته بل وتقتيلهم بلا هوادة وما زالت حتى اليوم وفي إزالة علماء الشيعة العرب المدركين لحقيقة المد الصفوي وآثارة من نعرات طائفية وغايته في السيطرة على عموم العراق والدخول من بوابة العراق نحو بلاد الشام وفي إعادة كيان كسرى فارس من خلال عمامة آل البيت وهم على يقين أي شيعة العرب أن الفرس يبغضون آل البيت ويسيئون لهم أيّما إساءة .

نعم .. إن السيناريو في سوريا يتكرر ويد الشيطان الأكبر باتت تعبث بالدماء الزكية للشعب السوري من جديد ضمن آلة قتل ممنهجة وعمليات تفجير قد خطط لها من قبل وأعيد صياغتها من جديد تباعا للمكان مع تهميش عامل الزمن إذ أن الزمن يعيد ذاته من جديد بدماء عربية أصيلة هي ذاتها التي تُمثل فيزا الدخول للجنة بالنسبة للصفوية الإيرانية .

تحليل بسيط ليد كارهة مبغضة ببعد عقدي لشعب عربي مسلم كان فيما مضى مستهدف من قبل دولة فارس العظمى وأهله يؤدون الطاعة تلو الطاعة لكسرى الفرس واليوم أتيحت لهم الفرصة لتصفية الحساب من جديد وقد كان فهذه الأمة العربية والإسلامية هي التي تسببت في زوال دولة عظيمة ذات بعد سياسي وعسكري في المنطقة ، دولة كسرى الفرس الإيرانية الصفوية .

تباعا لهذا التحليل البسيط والذي يدركه القاسي والداني من حكام العالم وبوجه الخصوص من حكام الدول العربية وبالأخص منهم حكام الخليج العربي الذين ما زالوا حتى هذه اللحظة يفعلون ما فعلوه في حالة العراق من وضع  أنفسهم في خانة عدم التدخل وحالهم صمت قابع بين ثناياهم وهذا بطبيعة الحال هو مشاركة غير مباشرة في جريمة نكراء يُقتل فيها شعب هو جزء أصيل من أمتهم رغم أنهم أكثر من يتم تهديدهم بل هم الهدف الأول من بعد سقوط العراق ، لكن شاءت رياح التغيير أن تزور سورية وأن تزعزع غايات المارد الصفوي بزوال أحد أعمدة إرتكازاته في المنطقة وهيهات لحكام العرب أن يفهموا أن صمتهم الذي قد طال قد يكون فيه مقتلهم بل فيه تقديم تسهيلات عفوية أو  رغما عن أنوفهم لذلك المارد كي يعود من جديد لتهديدهم بل لانتزاعهم واذلالهم كما كان في الماضي القريب وإني لأرى ذلك قريب جدا إن لم ينتبهوا ويستيقظوا من غفتلهم فناطحات سحبهم وأبنتيهم لن تحميهم من تراسنة إيران العسكرية وأطماعها العقدية الصفوية .

إيـــــاد أبـــو جـــوده

أبو تقي الدين

ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

شاهد أيضاً

خبراء أمميون يحذرون من “إبادة تعليمية” في غزة

شفا – قال خبراء أمميون إن “الهجمات القاسية المستمرة على البنية التحتية التعليمية في غزة” …