6:33 صباحًا / 26 أبريل، 2024
آخر الاخبار

نص نظرية ” التحيز الطبيعى” بقلم غادة عبد المنعم

نظرية توضح حقيقة انتفاء الحيادية من الرسالة الإعلامية فى الإعلام الجماهيرى

فى تصورى لا وجود لما يمكن أن نسميه الحيادية الإعلامية، فالحيادية هى مجرد ادعاء صارخ لا يمكن تحقيقه أبدا، وبالنسبة للاعلامى المهنى ولوسائل الإعلام الجماهيرى توجد المهنية ويوجد الصدق – فى الأداء الإعلامى- ولا توجد الحيادية.

والإعلامى يكون مهنيا وصادقا بقدر ما ينقل ما يعتقده صحيحا، وبقدر ما ينقل للجمهور ما يتحيز له، ذلك أنه باعتباره مستقبلا فان ما يتحيز له فيه الكثير مما يمكن اعتباره (حقيقة)، ذلك أنه كما أنه مرسل للرسالة الإعلامية فهو أيضا وفيما قبل عملية إرساله لها مستقبل لديه توجه يطابق بكل ما فيه من تحيزات جزء من توجهات مستقبليه، أما ما يحدث تحت ادعاء الحيادية من تسليط الضوء على كافة أو معظم وجهات نظر المتنازعين فى أى محتوى اعلامى، فهو بالتأكيد محض ادعاء ومحاولة للتزوير، ففضلا عن أنه يصعب حصر كل وجهات النظر المتعلقة بكل محتوى الرسالة الإعلامية أى إن كانت، حتى يتسنى لمرسل الرسالة استعراضها كلها باختلافاتها، كما أنه يصعب تحقيق التوازن الدقيق فى عرضها كلها حتى لا يستحوذ أى منها على غالبية وسائل الإقناع فتصبح الرسالة متحيزة؟!! وهذا كله يعنى الكذب فى ادعاء تقديمها كلها وبحيادية، فضلا عن كل ذلك فإنه أيضا، يمنح فرص أو يدعى أنه يمنح فرص متساوية للدعاية لمقولات ليست بنفس الدرجة من التساوى فى الصحة، وبذلك فهو يروج للأكاذيب، فى حال حسن النية كما فى حال سوء النية، بقدر ما يروج للحقائق.

بناء على كل ما تقدم فإنه على مستقبل الرسالة (جماهيرية كانت أو غير جماهيرية) أن يبحث فى تحيزات المرسل (اعلامى مهنى أم لا) فبغير تكوين تصور لديه حول تحيزات المرسل لا يمكنه أبدا تكوين موقف أصيل مما يتلاقاه، بل سيتبنى موقفا مستعارا بدرجة تزداد أو تقل (تتغير) بتغير أى بجودة تقنية وذكاء المرسل.

وكما نعلم جميعا (ممارسى الإعلام) فإن المرسل الذكى يمكنه تحويل أى كذب أى إن كان لحقيقة وذلك باستعارته لموقف المستقبل لرسالته، وبما أن استعارة موقف المستقبل هو الحالة المثالية التى يحاول المرسل الحفاظ على وضوحها لديه طوال فترة إعداده وإرساله لرسالته ، فإنه على المستقبل كذلك محاولة وضع نفسه فى حالة المرسل طوال فترة استقباله للرسالة أى إن كانت، وذلك لينجو من بناء توجهات مستعارة ويتمكن من تكوين توجهات أصيلة يكون قد أنتجها بنفسه.

شاهد أيضاً

مسؤول أممي : إذا أردنا بناء غزة من جديد فسيتطلب الأمر 200 سنة ولغاية اليوم مطلوب 40 مليار دولار

مسؤول أممي : إذا أردنا بناء غزة من جديد فسيتطلب الأمر 200 سنة ولغاية اليوم مطلوب 40 مليار دولار

شفا – قال المدير الإقليمي بالبرنامج الأممي الإنمائي عبد الله الدردري، اليوم الخميس، إن كل …