12:42 مساءً / 19 أبريل، 2024
آخر الاخبار

تعلُّمُ آليات القراءة خطوة أساسية لتنمية الذات : بقلم اياد سرور

بها تكون أقدر على المواجهة وقد تجعلُك قائداً
فلسطين /اياد سرور
من منا لا يعرف أن (اقرأ) هي الكلمة الأولى التي نزلت على الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم؟! وأن القراءة تعد من أهم مصادر المعرفة التي يظهر من خلالها التفوق والإبداع والقدرة على المنافسة في أي مجال من مجالات الحياة وتحقيق الأهداف؟.. ومن منا لا يعرف الحقيقة التي لا جدال فيها وهي أن (أمة اقرأ لا تقرأ)؟!

للأسف جميعنا يعرف هذا لكن حالنا لم يتغيَّر، والغريب أن معظمنا يعزو ذلك إلى ضعف التربية والتنشئة التي يغيب عنها تعظيمنا لهذه القيمة في نفوس وعقول أبنائنا وبناتنا.

ومن أجل غرس ولو البسيط في نفوسنا من حب القراءة والمطالعة، التقت “شفا” مدير المكتبة الإسلامية التابعة لبلدية الخليل أ. فراس أبو شرخ؛ ليحدثنا عن آليات القراءة في هذا التقرير:

و عن بعض الآليات المهمة في القراءة قال أبو شرخ:”هناك بعض الأمور التي يجب الاهتمام بها، ومنها حسن اختيار المكان المناسب للقراءة من حيث الهدوء وتوفر المقومات الصحية من تهوية وإضاءة مناسبة، ولابد من اتخاذ الجلسة الصحية المناسبة للقراءة، واختيار الوقت المناسب وأفضل الأوقات وقت الفجر”.

وأوضح أن بعض القارئين يستخدمون القلم في أثناء القراءة لوضع إشارات أمام المهم ، وبعضهم يقوم بتلخيص الموضوع وكتابة التعليقات الهامشية ورقم الصفحات، ما يساعد على استيعاب ما يُقرأ ويساعد على الرجوع إلى المعلومة المبتغاة بأسرع وقت، ويشير إلى أهمية اعتماد السرعة المناسبة في القراءة بحيث تكون العبرة بالفهم والاستيعاب، لا بكثرة الصفحات التي تُقرأ مع قلة الفهم نتيجة للسرعة المفرطة.

ويؤكد أبو شرخ ضرورة التعرف إلى نوعية القراءة التي يجب قراءتها فيقول: “على القارئ أن يحدد أولاً نوع المعرفة التي يريد تحصيلها، ثم يختار أفضل الكتب في هذه المعرفة عن طريق استشارة ذوي الخبرة ، بالإضافة إلى تحديد ساعات معينة للقراءة إذا أمكن”.

قدرة على مواجهة الأمور
وعن فوائد القراءة يوضحها أبو شرخ في أنها تبني في من يعتاد عليها قوة في شخصيته ، وقدرة في أنماط تفكيره وسلوكه ،كما تنمي محصلته اللغوية في حديثه وحواره مع الآخرين ،وتزيد من قدرته على مواجهة الأمور والمواقف المختلفة التي يتعرض لها في حياته ،وتزيد من قدرته في التأثير على الآخرين وقيادة الآخرين وسيادتهم، مصداقاً لقول عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): “تفقهوا قبل أن تسودوا”.

و تشير المعدلات الطبيعية للقارئين إلى أنه يجب على كل مواطن أن يقرأ ساعة ونصف يومياً؛ ليستطيع تنمية شخصيته وقدرته وتواصله مع علوم ومعرفة العصر الذي نحيا به.

وكما يرى خبراء القراءة أن هناك عدة طرق للقراءة فهناك قارئ بصري لا يتكلم، وقارئ آلي يحرك شفتيه عند القراءة بدون صوت، وقارئ سماعي لا يقرأ إلا برفع صوته وهو أرسخهم في التعلم والاستفادة مما يقرأ ،حيث قال بعض أهل العلم ما سمعته الأذن رسخ في القلب.

من الأسباب التي تنفر من القراءة وتسبب اضطرابا لدى القارئ: سرعة الملل وقلة الصبر، وعدم معرفة قيمة القراءة، وطول الموضوع أو الكتاب، وعدم وجود الزملاء والأقران ممن يحبون القراءة، وكذلك عدم وجود التشجيع من الآخرين.

قراءة سريعة
قد يذهل البعض عندما يسمع أن هناك دورات تدريبية تعقد هذه الأيام تعنى بمستوى القراءة وسرعتها مع المحافظة على الفهم والاستيعاب، وتشير الموسوعة الحرة العالمية و”يكيبيديا” إلى أن هناك قراءة سريعة والتي تعني مجموعة من المهارات والتقنيات التي تساعد في التغلب على مشكلات القراءة، من خلال زيادة سرعة القراءة مع زيادة الاستيعاب والفهم وتقوية الذاكرة في حفظ المعلومات التي تقرؤها، وتؤكد الموسوعة أن هناك مدارس ظهرت في العالم لتعليم هذه المهارات ، ويقدر المتخصصون في هذا المجال أن سرعة القراءة العامة للناس هي 200 كلمة في الدقيقة الواحدة أما السرعة التي يمكن أن يصل إليها القارئ بعد تعلم مهارات وتقنيات التعلم السريع فهي 350-800 كلمة في الدقيقة.

قلة القراء
وعن الواقع المرير للقراءة في بلادنا يؤكد أبو شرخ أن جميع رواد مكتبة بلدية الخليل هم من طلبة المدارس وطلبة الجامعات وطلبة الدراسات العليا، والذين يُطلَب منهم إعداد بحث أو دراسة ، وأن نسبة القراء من رواد المكتبة الذين يريدون الحصول على الثقافة العامة لا تتجاوز نسبة (3%) من القراء، رغم أن المكتبة تحتوي على كافة أنواع الكتب الثقافية والمتخصصة في شتى المجالات ومنها: الجغرافيا والتاريخ واللغة العربية والتراجم والأدب والدراسات الإسلامية، والفنون العامة.

وطالب المؤسسات ذات العلاقة بالتنسيق فيما بينها وعمل حملات توعية للقراءة، لأجل زيادة التنمية البشرية والاجتماعية، وأكد على ضرورة عقد ورشات عمل ونشرات للأهالي وخاصة للآباء والأمهات، وذلك لتربية الأولاد على حب القراءة والمعرفة.

ولابد من إحكام الرقابة على ما يقرأ ، فنعودهم على النافع المفيد ونبعدهم عن الضار وخاصة ما يصدر في المجلات الصفراء التي تركز على تعظيم التافه وما لا يفيد، ولابد من أن نفهم أن أمة لا تعرف ما تقرأ لا تستطيع أن تتلمس الطريق نحو تحقيق أهدافها الوطنية في شتى المجالات الحياتية.

شاهد أيضاً

مؤسسة عير عميم : اسرائيل هدمت منذ بداية الحرب 141 منشأة بالقدس الشرقية

شفا – أكدت مؤسسة حقوقية إسرائيلية أن نسبة هدم المنازل في القدس الشرقية تضاعفت خلال …