3:45 مساءً / 15 أكتوبر، 2024
آخر الاخبار

رحل أو لم يرحل … بلعوا المنجل !!! بقلم : توفيق ابو خوصة

سلام فياض الحاضر في الغياب والحضور، بعد أن بات يمثل رقماً في المعادلة الداخلية سواء بالسلب أو الايجاب تبعا لرؤية وموقف من يتناول تشخيص حالته وظروف بروزه على الساحة الفسطينية خاصة في أعقاب الإنقلاب على الشرعية الفلسطينية من قبل حماس، هذه الفترة المغرقة في السوداوية بنتائجها وآثارها على القضية الوطنية من ناحية إستراتيجية.

لقد تم استخدام سلام فياض وتوظيفه بقوة جعلته أهم شخصية متنفذة وتلقى الدعم والتأييد بصورة لافتة من الرئيس أبو مازن وأطراف المجتمع الدولي صنعت منه الحاكم بأمره (يمنح ويمنع )، بالمقابل تمكن فياض من إستثمار الحالة القائمة لخدمة ما أصبح يعرف المشروع الشخصي والسياسي له، وساهم في تطوير واطلاق أحلام وطموحات ليس عند فياض فقط بل جمهرة من الأنتهازيين الذين إلتفوا من حوله، وزينوا له همروجة فتح الحنفيات وأرغفة المسخن وصواني الحلويات بإعتبارها الطريق الى استكمال بناء مؤسسات الدولة بينما رأى فيه آخرون القط السيامي القادر على القفز لقيادة دفة السفينة الفلسطينية عبر الدعم الدولي وشراء التأييد الشعبي، حيث تحالف دهامقة ما يسمى بالمنظمات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني مع جوقة من الأنتهازيين للترويج لهذه الفكرة بأشكال متعددة . في حين الكثير من المراقبين الحريصين على سلامة المعادلة والمسيرة الفلسطينية أطلقوا التحذيرات من خطورة هذا المنهج، وحاولوا التنبيه بالنصح وأحياناً بالصراخ دون أن يسمع لصوتهم أحد، إلا أن بدأت تتعالى نغمة الرئيس البديل وتعزيزها بالاتصالات الدولية والإسرائيلية، ، ، ومن هنا فإن سلام فياض بات اليوم في بؤرة المهداف، ويراد له الشطب الآن قبل غداَ، والمقصود هنا الشطب السياسي وتقويض صورة البديل أو الوريث الجاهز للحكم، لقد تم رفع الغطاء عنه من قبل الرئيس أبو مازن أخيراً بعد أن حارب بضراوة للتمسك بفياض وحمايته بكل السبل، وأعطاه من الدعم والتفويض ما لم يأخذه أحد، بالرغم أن الضحية الأولى لمدرسة فياض كانت حركة فتح التي حملت كل السيئات ودفعت الفواتير الباهضة للأعمال والقرارات والمغامرات القذرة في زمن حكومة فياض دون أن يكون لها رأي في شيء، ، وأهمها ما تعرض له قطاع غزة من سياسات وإجراءات تعسفية بعد الأنقلاب الأسود زادت وكرست المعاناة اليومية على كل الصعد بالأضافة لأعراض الحمل الوهمي والكاذب إقتصادياً في الضفة !!!

لكن اللافت ولا يثير الأستغراب أن سلام فياض يتعرض حالياً للشطب بلا رحمة ويتم تحميله كل المصائب والبلاوي التي ألمت بالشعب الفلسطيني وتوظيف موجة غلاء الأسعار لتقديم رأسه على طبق من فضة ( إلى عشماوي)… لا شك أن الرجل قدم خدمات وتحمل المسؤولية في ظرف صعب وبالمقابل فهو تضخم وتحول إلى بالون كبير أعتقد بأن هناك قراراً واضحاً (بتنفيسه) وإعاته إلى أقل من حجمه الطبيعي .. لذلك شخص بذكاء فياض لا بد وأن يسارع إلى الاستقالة، لأن حرق صور الشخص المسؤول في الشوارع والميادين أبلغ رسالة حتى وإن كانت موجهة ومصطنعة، ويجب أن يدرك ويفهم ( إنتهى موسم المشمش) لقد جاءت مرحلة جباية الثمن ؟؟ بغض النظر عن أهدافها أو منطلقاتها أو أدواتها .. لا أحد يؤاخذ أحد في لعبة السياسة وصراع المصالح.. والتحالفات قائمة على المصالح … فالطموح غير المحسوب يقود إلى المهالك !!!

لكن الخوف أن تنقلب لعبة المصالح لتطيح بكل الأطراف ذات الصلة من اللاعبين وتختلط الأوراق، ، إذ لا يكفي الأعتراف بأن مطالب الناس الأقتصادية محقة، وتطلعاتهم السياسية محقة، والتمسك بثوابتهم الوطنية حق غير قابل للتصرف، إلا ان المطلوب حلول وحلول للهموم والمعانيات التي تمثل بيئة خصبة لكل مخلص أو مغرض إذ لم تتوفر عملياً نحن في الطريق إلى المجهول، ، ، لا يكفي التمأهي مع مطالب المواطن من قبل المسؤول والأنحياز الأعلامي لها والأقرار بأحقيتها إذا أخذنا بعين الأعتبار أن المسؤول الأول هو الرئيس أبو مازن، وفياض يقود حكومة الرئيس حسب القانون، مما يعني أن الكل ( رجليه في الفلكه) بينما الأستعدادات جارية للذهاب إلى الانتخابات المحلية التي أختلف مع ادعاءات بعض المسؤولين الذين يرون فيها خدماتية فقط، لأنها إنتخابات سياسية بإمتياز لها جانب خدماتي .. لا داعي لتبسيط الأمور فهي كبيرة وإستراتيجية بنتائجها، حتى وإن طار فياض غير مأسوف عليه فإن هناك من أعد العدة والعتاد والعباد لإختطاف السفينة الفلسطينية، وإذا إعتقد البعض بأنه قام بتحريك الشارع وسيبقى تحت سيطرته فهو مخطىء ( ياخوفي ينقلب السحر على الساحر ) لأن هناك من يلعب بمهارة من خلف ستارة الأحداث ؟؟ ولا أقصد هنا حركة حماس فقط التي تكرس إهتمامها وألوياتها في بناء مشيخة غزة العظمى بل عديد الأجندات الدولية والإسرائيلية التي تزاحم خياراتنا الوطنية و تسعى إلى تقويضها وشطبها وتهيئة الأرضية لخيارات بديلة .. والبدائل خطيرة .. أيما خطورة !!!

شاهد أيضاً

تقرير : حراك أوروبي على عدة جبهات لمعاقبة إسرائيل

شفا – تشهد الساحة الأوروبية حراكا رسميا من عدة حكومات داخل الاتحاد الأوروبي لاتخاذ إجراءات …