11:06 مساءً / 18 أبريل، 2024
آخر الاخبار

غزة بعد جولة حرب استثنائية ! بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي

غزة بعد جولة حرب استثنائية! بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي

بعد جولة الحرب الاستثنائية ذات الأيام المعدودة التي شهدتها غزة إثر تصعيد مخطط من حكومة الاحتلال الإسرائيلي ، وذلك بعد نجاج الليكود بالانتخابات الإسرائيلية للمرة الخامسة على التوالي، لم تأت هذه الجولة مغامرة ومقامرة من الاحتلال، بل جاءت وفق تخطيط ممنهج لدراسة تصعيد الموقف مع غزة في وقت لاحق، وصولاً لمواجهة مفتوحة وساحة حرب يسعى لها الاحتلال منذ وقت بعيد.

الجولة الاستثنائية للحرب ذات الأيام المعدودة والمحدودة على غزة كشفت النية المبيتة للاحتلال في استهداف كل ما هو فلسطيني على صعيد الانسان والبنيان والعمران، في ظل المقومات البسيطة والضئيلة التي تمتلكها غزة سوآءا على صعيد المقاومة أم على صعيد مقومات الصمود الشعبية لخوض حرب جديدة مع الاحتلال في ظل ظروف سياسية معقدة منها الانقسام واختلاف الرؤى في السياسات وانهيار في الاقتصاد.

بعيدا عن نتائج جولة الحرب الاستثنائية وما لها وما عليها لأنها فرضت من قبل احتلال غاشم، أثبتت غزة مرة جديدة بأنها عنوان للصمود بشيبها وشبابها ونسائها وأطفالها، ولأن غزة من أهم مكوناتها الوطنية الصمود من جهة وحب الحياة ما استطاعت إليها سبيلا من جهة أخرى، فغزة التي خاضت حرب فرضت عليها على يقين تام بأنها لا تريدها ولا تسعى جاهدة لها، بل تبحث بين ركامها وحطامها عن حياة كريمة عنوانها الأمل المرهون بمستقبل أفضل يليق بغزة وأهلها وصمودها الإنساني.

انتهت الحرب الاستثنائية ذات الأيام المعدودة من خلال التوصل إلى وقف لإطلاق النار وهدنة جديدة مع الاحتلال برعاية عربية وأممية ولا سيما دور ورعاية جمهورية مصر العربية مشكورة، هذا برغم انتظار تثبيت التهدئة التي تم التوصل لها من خلال إلزام الاحتلال بالاتفاق والشروط التي تجعل الهدنة تستمر ولا يكون مصيرها الفشل من حيث بدأت، ولعل الأيام القليلة القادمة هي خير شاهد ودليل …!

القول الفصل بعد انتهاء الحرب الاستثنائية ذات الأيام القليلة المحدودة، أن غزة لا تريد ولا تسع إلى مكاسب إنسانية بحتة، والتي تتمثل في تقديم الأموال والمساعدات العينية والمنح والقروض وغيرها، بل غزة تريد مكاسب سياسية لحرب فرضها الاحتلال، والتي من الممكن أن تتجدد خلال وقت قريب في حال فشلت جهود التهدئة، ولم تنفذ حكومة الاحتلال ما تم التوصل والاتفاق عليه.

لا يمكن فصل غزة بكافة مكوناتها الإنسانية وحالتها السياسية عن الكل الفلسطيني وعن جوهر القضية الوطنية ، وأن تصبح غزة بمنأى ومعزل عن محاور الصراع السياسي الفلسطيني مع الاحتلال ، لأن غزة هي العمق الوطني للقضية والعنوان الهام لإفشال أي مخطط يحاول الأعداء تمريره مهما كانت الظروف والمعطيات والمكاسب و الامتيازات ، لأن أهلنا الصامدين وشعبنا الفلسطيني بأكمله في قطاع غزة يدرك تماماً وجوب الحل السياسي مع الاحتلال رزمةً واحدة كجزء ثابت وأصيل ومتجذر كباقي أجزاء ومكونات الوطن بأهدافه الوطنية وايمانه بعدالة قضيته على طريق الحرية والاستقلال.

الحرب الاستثنائية ذات الأيام المحدودة التي فرضها الاحتلال على أهلنا في قطاع غزة ، لا بد أن تكون محور اهتمام واعتبار وطني من الكل الفلسطيني ، وأخذ الدروس والعبر منها على مختلف الأصعدة والاتجاهات ، ولا سيما وعلى رأسها وحدة الموقف الرسمي والشعبي الذي يتمثل بضرورة استعادة الوحدة الفلسطينية وانهاء الانقسام السياسي البغيض على أسس سليمة وصحيحة ، والذي من أولوياتها بناء نظام فلسطيني جديد ، يحمل في طياته تجديد الشرعيات وتحديد المسؤوليات وفق شراكة وطنية جماعية قادرة على تجاوز المحن والأخطاء ، ومستعد لمواجهة وحدوية مع الاحتلال .

رسالتنا …

رسالتنا للكل الفلسطيني من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ، أن يكونوا على قلب رجل واحد ، وأن ينظروا إلى القضية الفلسطينية وخصوصاً إلى غزة وفق رؤية سياسية وإنسانية ، ولا ينظروا لها بعين الإنسانية فقط ، لأن غزة تستحق الحرية كما القدس المحتلة والضفة الغربية ، وأن تكون المعادلة الوطنية في جوهر الصراع مع الاحتلال أن غزة جزء متجذر وأصيل من الوطن ، والسعي بجدية ومسؤولية في انجاز الوحدة الوطنية ، لكي يتم فتح افاق لنظام فلسطيني جديد يحمل على عاتقه تجديد الشرعيات والمسؤوليات بشراكة وطنية جماعية ، حتى يكون بمقدورنا جميعاً التصدي لمخططات الاحتلال وافشالها ، وأن نثبت للقاصي والداني أن غزة جزء لا يتجزأ من القدس المحتلة والضفة الغربية ، وأن غزة لا تقبل العطف ولا القسمة ولا المساومة رغم ظروفها الإنسانية المأساوية ، بل تسعى غزة بكل ما أوتي من وقوة أن تكون محور سياسياً يأخذ القضية الفلسطينية بكافة تفاصيلها نحو الحرية وإقامة الدولة المستقلة.

شاهد أيضاً

عماد جاد الله من الخليل ، نال الحرية بعدما فقد نصف وزنه في 6 أشهر من الاعتقال

شفا – كشف إفراج الاحتلال الإسرائيلي عن الأسير عماد جاد الله من الخليل، عن فقدانه …