3:04 مساءً / 24 أبريل، 2024
آخر الاخبار

بعد حيفا رام الله فمن بعد ؟؟؟ بقلم : توفيق أبو خوصة

بعد حيفا رام الله فمن بعد ؟؟؟ بقلم : توفيق أبو خوصة

جماهير رام الله بأحزابها وفصائلها و مؤسساتها الأهلية و حراكها الشبابي صدقت الوعد و العهد بعد غياب طويل و تغييب قسري تحت وطأة الخوف و الإرهاب الذي تمارسه أجهزة أمن السلطة لإسكات كل صوت حر في مواجهة سياساتها العبثية و إجراءاتها الإنتقامية ضد قطاع غزة و أهله ، خرج الألاف في مظاهرة مدوية كانت أصواتها تطاول جدران المقاطعة و آذان الساكنين فيها بالرغم من إحاطة عناصر الأمن بالمشاركين إحاطة السوار بالمعصم ، بل و تسللوا بين صفوفهم للتخريب و حرف البوصلة الوطنية ، وقاموا قبل موعد الحراك الشعبي والجماهيري بتعليق اليافطات و الشعارات الكاذبة و الخادعة على العمارات العالية للتحلل من مسؤولية الجرائم التي إقترفتها أياديهم و للتغطية على حجم المأساة الكارثية التي تسببت بها قيادة السلطة برام الله للإنسان الفلسطيني عبر سلسلة من السياسات العبثية الحاقدة والمغرضة ليس في قطاع غزة فحسب بل على كل المستويات ، بالرغم من ذلك كله أكد المشاركون في تظاهرة رام الله وحدة الشعب في الهم و الدم ،،، والأمل و الألم ،،، في الواقع والحلم ،،، وسقطت مشاريع التدجين و الفصل بين مكونات الوطن ،،، نعم لقد سقطت التعبئة الجهوية و التحريض المناطقي وقال الشعب كلمته ” شعب واحد مش شعبين – يا عباس طل وشوف هيو الشعب عالمكشوف – لا للتنسيق الأمني عالمكشوف – لا حصار ولا تجويع غزة شرفها ما بتبيع – وينك وينك يا دلال حكام السلطة أنذال – يا غزة ما تهتزي كلك كرامة و عزة – الشعب أصدر قرار بدنا نشيلو هالحصار – ليش نحاصر غزة ليش ما بيكفي حصار الجيش – سجل ع قائمة العار كل مشارك في الحصار – يا اللي بتسأل شو اللي صار ع غزتنا إشتد الحصار ” .
إن غطرسة الأمن في الضفة لن تمنع الشعب الفلسطيني من الحراك و الإنفجار في وجه السياسات الظالمة التي ينفذها أبو مازن و بطانته الفاسدة ، ولن تفلح كل الفبركات الإعلامية في تضليل الرأي العام ، كما أن أشلاء و بقايا المؤسسات التمثيلية التي تم السطو عليها في رابعة النهار و مصادرة قرارها لن تنفع في مواجهة الحقيقة الوطنية التي لا ترى فيها أكثر من دمى و أدوات في يد حاكم المقاطعة و أتباعه ،،،
إن غزة و هي تحمل الراية الوطنية و تعمدها يوميا بالدم و المعاناة ظلت و ما زالت تتسامى على جراحها و تنادي شقيقاتها في الوطن لكسر حواجز الصمت المزيف و إعلاء الصوت و رفع القبضات في وجه المؤامرة متعددة الأطراف قد صدقت الفعل قبل القول وهي تتصدي بلحم أبنائها و دمائهم الطاهرة تعيد تصويب البوصلة الوطنية إلى شمالها الطبيعي ، و لبت النداء حيفا و ما أدراك ما حيفا في المكان والزمان و الجغرافيا السياسية و الديمغرافية ،،، و الأن جاء الدور على رام الله و ما أدراك من الفعل ورد الفعل في رام الله التي تمثل عقر بيت الحاكم و أجهزته الأمنية ” عصاته الغليظة ” التي يلوح بها في وجه الجماهير و بوابة التنسيق الأمني اللا مقدس ،،، ما بعد رام الله ليستمر الحراك في كل الضفة الفلسطينية و مواقع الشتات الفلسطيني و الداخل الفلسطيني و أينما تواجد الفلسطيني ،،، لأن ما تعانيه غزة العزة ليس قضية رواتب و تجويع و إنتقام ،،، لكل الواهمين و المضللين نقول بأن غزة هي رأس حربة المشروع الوطني والرافعة النضالية كما كانت دوما للقضية الفلسطينية ، وما تتعرض له من إجراءات إنتقامية و عقوبات جماعية الهدف منه كسر الإرادة الوطنية وتمرير مخطط تصفية القضية و بيعها في سوق النخاسة ،،،
لم تعد أكذوبة معاقبة حماس في قطاع غزة تمر على أحد ،،، إن ما يجري بين أصحاب السلطة في رام الله و أولياء سلطة الأمر الواقع في غزة ،،، ليس أكثر من تقاسم وظيفي على حساب الشعب الصامد و صراع على الحصص في مشروع تصفية القضية الوطنية ،،، فقد عملت السلطة طيلة الأعوام السابقة على تسمين حماس و تعزيز وجودها و مدها بإكسير الحياة ،،، و عقدت معها الإتفاقيات و تبادل ممثلو الطرفين الأحضان و الإبتسامات و الهمسات الدافئة في الفنادق و العواصم و على الموائد العامرة هنا وهناك ،،، وكنتم وكنا و الجميع بات يدرك و يعرف أنه مسلسل من الخداع و الكذب و النفاق الإعلامي الموجه للإستهلاك و المناورة و المداورة ،،، و الحقيقة أن للطرفين مصلحة في إستدامة القسمة و الإنقسام ،،، وهو ما يتعارض مع المصلحة الوطنية العليا قطعا بكل الأبعاد ، وفي نفس الوقت يتطابق تماما مع مصالح الإحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر أو غير مباشر ، و أصبح يتماهى مع ما يسمى ” صفقة القرن ” سيئة الصيت و السمعة .
في الختام لابد من توجيه التحية للقائد الفتحاوي سرحان دويكات الذي تحدى جدار الصمت و أعلن الموقف الذي يجب أن يعلن و يشكل الناظم لمواقف كل الفتحاويين في الضفة الفلسطينية ، فهذا زمن التمايز و الإنحياز إلى جانب المصلحة الوطنية و التنظيمية و تحدي صولجان الإرهاب و القمع بالإنتصار لمعاناة شعبهم ووحدته التاريخية ،و إعلاء الصوت في وجه الضالين الذين يقودون السفينة الفتحاوية إلى ” مثلث برمودا ” حيث النهاية المحتومة ، لم يفت الأوان بعد لينضم كل الأحرار و الشرفاء من قيادات و كوادر الحركة لصوت الضمير ، و رفض المجزرة التي تستهدف حركة فتح و المشروع الوطني برمته.

شاهد أيضاً

ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34262 والاصابات إلى 77229 منذ بدء العدوان

ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34262 والاصابات إلى 77229 منذ بدء العدوان

شفا – أعلنت مصادر طبية، اليوم الأربعاء، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34262 …